حبنا غير } ~
حبنا غير } ~
حبنا غير } ~
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


معلومات عنك انت متسجل الدخول بأسم {زائر}. آخر زيارة لك الخميس يناير 01, 1970. لديك0مشاركة.
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 رسائل حب من المقبرة

اذهب الى الأسفل 
+6
همم تناطح السحاب
المها
قمم
Him'ma
براءة الهمم
عهد الهمم
10 مشترك
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3
كاتب الموضوعرسالة
شموووخ
عضو ما نستغني عنه
عضو ما نستغني عنه
شموووخ


انثى عدد الرسائل : 690
العمر : 34
المزاج : relax
نقاط التميز : 16
رقم العضوية : 125
السٌّمعَة : 0
نقاط : 18
تاريخ التسجيل : 05/07/2008

رسائل حب من المقبرة - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: رسائل حب من المقبرة   رسائل حب من المقبرة - صفحة 3 I_icon_minitimeالأحد أغسطس 10, 2008 1:46 am

القصة عجييييييييييييييييبة ..

بس طوييييلة..

وننتظر البارت الجديد ولا تتأخرين لو سمحتي<<<شفيها قامت تتشرط هع..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عهد الهمم
مشرفة المنتدى الإسلامي
مشرفة المنتدى الإسلامي
عهد الهمم


انثى عدد الرسائل : 2063
المزاج : عال العال ^_^
رقم العضوية : 7
السٌّمعَة : 0
نقاط : 0
تاريخ التسجيل : 25/02/2008

رسائل حب من المقبرة - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: رسائل حب من المقبرة   رسائل حب من المقبرة - صفحة 3 I_icon_minitimeالأحد أغسطس 10, 2008 4:46 am

ههههههههههههه ولايهمج

^_^
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عهد الهمم
مشرفة المنتدى الإسلامي
مشرفة المنتدى الإسلامي
عهد الهمم


انثى عدد الرسائل : 2063
المزاج : عال العال ^_^
رقم العضوية : 7
السٌّمعَة : 0
نقاط : 0
تاريخ التسجيل : 25/02/2008

رسائل حب من المقبرة - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: رسائل حب من المقبرة   رسائل حب من المقبرة - صفحة 3 I_icon_minitimeالإثنين أغسطس 11, 2008 6:11 am

لعيون شموخ بنزل بارتين

^_^
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عهد الهمم
مشرفة المنتدى الإسلامي
مشرفة المنتدى الإسلامي
عهد الهمم


انثى عدد الرسائل : 2063
المزاج : عال العال ^_^
رقم العضوية : 7
السٌّمعَة : 0
نقاط : 0
تاريخ التسجيل : 25/02/2008

رسائل حب من المقبرة - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: رسائل حب من المقبرة   رسائل حب من المقبرة - صفحة 3 I_icon_minitimeالإثنين أغسطس 11, 2008 6:15 am

الحلقة الحادية عشرة
عدنـــــــــا

كنا قد علمنا أنه قد صدر الحكم بإدانة روزالي في قضية قتل سارة ورغم عدم قناعة العقيد زافي الكاملة بسلامة قرار الإدانة لكنه لم يستطع إثبات العكس لوجود أدلة تشير إلى أن روزالي وحدها المسئولة عن موت سارة.


المشهد الأول:

المشهد الأول في هذه الحلقة هو نفس المشهد الذي انتهت عليه الحلقة السابقة حيث كان حمزة مع أصحابه على ظهر يخت في عرض البحر في رحلة جميلة أعدها حمزة للاحتفال بنجاح الصفقة التي اتفق معهم على تنفيذها وبعد أن قضوا يوما كاملاً استمتعوا فيه بالجو الربيعي البديع وبما لذ وطاب من الطعام.. بعيدًا عن أجواء العمل المتعبة ومشاكل الحياة.. وبعد أن مالت الشمس للمغيب اجتمع بهم حمزة وهم يتناولون الطعام وأطلعهم على مصيرهم المحتوم في الموت غرقًا بعد أن يقوم اليخت بعملية احتراق ذاتي بعد نفاذ الوقود.. وعندما ثارت ثورتهم.. واجههم بخبث نواياهم تجاهه حين جعلوا منه كبش فداء في الصفقة التي اتفقوا عليها واختاروه هو المنفذ الفعلي لها بينما يمهدون له الطريق خلف الكواليس وعند نجاحه في مهمته يتقاسمون الأرباح فيما بينهم، أما في حال فشلها فسيواجه مصيره وحده.. إذ لا شيء يدينهم.. وخوفًا من أن يستفرد حمزة بأرباح الصفقة دونهم قام محمود بانتهاز فرصة رغبته في شراء سيارة جديدة وقام بإقراضه مبلغًا كبيرًا من المال مقابل وصل أمانه بالمبلغ، ورغم أن حمزة وفىّ الدين الذي عليه إلا أن محمود لم يسلمه وصل الأمانة وضل محتفظًا به ليستغله في تهديده، وقبل أن يحصل حمزة على أرباح الصفقة التي تكللت بالنجاح اكتشف مناع صاحب المؤسسة الأمر وواجه حمزة الذي لم يكن يعلم أن الصفقة غير مشروعة وأنها تتسبب في سجن مرتكبها مدة قد تصل إلى خمس سنوات ولذلك شعر حمزة بالغضب واعترف لهم بنيته في إغراق اليخت والتخلص منهم لأن من يخون أصحابه لا يستحق العيش.. حينها ملئهم الخوف من النهاية المأساوية المحققة في الموت غرقًا وتوعده محمود بالقتل وانقض عليه مطبقًا يديه على رقبته يقصد خنقه..

ورغم أن اثنين من أصحابهما حاولا فك النزاع إلا أن محمود لم يتنازل عن الانتقام من حمزة.. وضل الاشتباك قائمًا عدة دقائق أخرى قبل أن يسمعوا صوتًا قادمًا من داخل غرفة في اليخت، فالتفتوا لصاحب الصوت, كان رجل في أواخر العقد الستين من عمره.. عريض المنكبين يتقدمه كرش كبيرة.. ويلبس بذلة أنيقة سماوية اللون.. صرخ محمود قائلاً حين وقع بصره على الرجل:
- سيد مناع!!
قال الرجل بصوته الأجش وهو يتقدم نحوهم:
- نعم، سيد مناع.. يا محمود.. ما بك خفت عندما رأيتني؟
قال حمزة ساخرًا:
- يبدو أن محمود خاف عليك من أن تغرق معنا يا سيدي.
تمتم محمود قائلاً:
- كان علي أن أعرف منذ البداية أنها خدعة..
قال فهمي:
- خدعة؟؟ كيف واليخت اهتز وسمعنا صوت انفجار؟ وشممنا رائحة حريق؟
ضحك مناع وقال:
- لم تكن إلا خدع سينمائية..
قال حمزة باستخفاف:
- بل حرب نفسية.. كان الاهتزاز هو الشيء الوحيد الحقيقي وصوت الانفجار صوت تسجيل، أما الرائحة فكانت ناتجة عن حرق بعض الفحم.. حتى اليابسة لا تبعد عنا سوى عشرات الكيلو مترات.. لكن الخوف أعمى أبصاركم كما أعماها الطمع..
طالعهم مناع بنظرة متفحصة وأكمل كلام حمزة قائلاً:
- وملئت قلوبكم الأنانية التي جعلتكم تخونون صاحبكم وتخدعونني رغم أنني وثقت بكم وأوكلت لكم أعمالي.. رخصت في أعينكم وعضضتم اليد التي أحسنت إليكم!!
تمتم سلمان قائلاً:
- لقد شككنا في أنه ليس من مستوى حمزة يخت كهذا ولا خدمة الخمس نجوم هذه..
علق مناع على كلامه قائلاً:
- عندما أخبرني حمزة أنكم وراء الصفقة التي كادت أن تخسرني نصف ثروتي لم أصدقه.. وكنت سأطلب له الشرطة.. لكن هو اقترح أن يكشفكم أمامي..
- لا تصدقه يا سيدي فكل ما قاله لك غير صحيح..
- ما زلتم تنكرون رغم أني سمعتكم بنفسي؟
رد فهمي متوسلاً:
- أرجوك سيد مناع.. نحن لم نقصد أن نخونك أو...
قاطعه مناع رافعًا صوته بعصبية:
- إذًا ماذا قصدتم؟ أن تسترزقوا من ورائي وتسرقوني؟
- ماذا ستفعل بنا سيد مناع؟ نحن لدينا أسر وأولاد..
- أنا ليس لدي ما يدينكم أصلاً.. كل الأوراق التي لدي تدين حمزة.. وأنا لا أرغب في إيذاؤه لأنه أخذ على عين غرة من قبل أصحاب خونة مثلكم.. لكن شيء واحد فقط بيدي أن أفعله لكم..
- وما هو؟
- أن أطردكم من مؤسستي فلا عيش لكم عندي بعد اليوم.

تنهد الجميع في ألم.. وتبادلوا نظرات الخيبة وظلوا صامتين حتى أرسى اليخت على اليابسة.


المشهد الثاني:

الزمان: في اليوم الثالث من سفر حمزة
المكان: بيت ميار

كانت سلاف تحضر بعض الشطائر لدانيال الذي كان جالسا على الكرسي مغمضًا عينيه في سكون، نظرت إليه و قالت له وهي تناوله شطيرة:
- نمت ثانية يا دانيال؟
قال وهو يحاول فتح عينيه المغمضتين بصعوبة:
- لست نائما يا أمي
- استيقظ هيا وكل بسرعة حتى لا تتأخر على مدرستك (رفعت صوتها قائلة) : ميار، الفطور جاهز.. عجلي قليلاً..
أقبلت ميار تحمل حقيبتها الغاصة بالكتب وقالت تكلم والدتها:
- من سيوصلنا يا أمي؟
- سنستقل سيارة أجرة..
- ألن تذهبي للعمل؟
- بلى، لكني سأوصلك أولاً ثم سأذهب إلى عملي..
قال دانيال معترضا:
- وأنا؟
- أنت ستذهب مع سمير ابن جارتنا غادة..
- هل أصبح عند سمير سيارة؟
- لقد استأجر حافلة صغيرة، يأخذ التلاميذ بها إلى مدارسهم..
- مسكين، يعمل سائقًا بشهادة جامعية!!
- ذلك أفضل من البقاء بدون عمل على أي حال..
قال دانيال معترضًا:
- لماذا ميار تذهب معك وأنا لا؟ (تابع وهو يوشك على البكاء) :أنا أيضا أريد أن أذهب معك.. ولا أريد أن أذهب مع سمير في حافلته القذرة..
ردت سلاف بغضب:
- وهل سنذهب نحن في سيارة الأمير؟ أم سنذهب في نزهة؟
- دعينا نأخذه معنا يا أمي..
- لقد اتفقت مع غادة ودفعت لابنها أجرته.. هل نحن أطفال حتى نغير رأينا في آخر لحظة!؟
قال دانيال بنفس لهجته المعترضة:
- لكن أبي يأخذني مع ميار في سيارته!
- مدرستك في طريق عمل أبيك لكنها بعيدة عن عملي، هل فهمت؟
بدأ في العناد والبكاء وهو يردد:
- أريد أن أذهب معكما.. لا أريد الذهاب مع سمير..

لم تكترث سلاف لتوسلاته وحملت حقيبته وسحبته من يده وهي تقول لميار:
- لا تتخاذلي أنت الأخرى، سأتأخر عن عملي (تابعت عندما استووا خارج البيت تملي عليها باقي التعليمات) :
- اقفلي الباب بالمفتاح ريثما أوصل أخاك لبيت غادة وأعود..
أخرجت ميار المفتاح من حقيبتها وأقفلت الباب ثم وقفت عند ناصية الشارع تنتظر والدتها التي عادت بعد دقائق وانضمت لها في انتظار التاكسي، نظرت إليها وسألتها:
- هل توقف عن البكاء؟
ردت سلاف وهي تغلي من الداخل:
- سيسكت برضاه أو رغمًا عنه.. كأني أنقصه هو الآخر!
قالت ميار تواسي والدتها:
- ستعرف الخالة غادة كيف تلهه عن عناده الطفولي
- نعم، هي تعرف كيف تتعامل معه..
- أماه..
- نعم..
ردت بعد قليل من التردد:
- ألم يتصل أبي؟
تنهدت سلاف.. وقد ازداد غليان الدم في عروقها وقالت:
- هو حر!
قالت ميار بلهجة أسف:
- أمي.. أنا آسفة لما حصل بينكما بسببي..
- لست أنت السبب.. هو فقد أعصابه.. كما فقد عقله..
شعرت ميار بضيق شديد وفضلت أن تغلق الموضوع الذي أثار انزعاج والدتها فالتزمت الصمت.. وبعد أن طال انتظارهما في ذلك الشارع المقفر.. قالت سلاف:
- يجب أن نمشي للشارع الرئيسي، نادرًا ما تمر سيارات الأجرة من هنا!
- وهل تنتظرين هنا يا أمي كل يوم؟
- لا..
- لماذا أضعنا الوقت في الانتظار إذًا؟
- خفت أن يتعبك المشي.. لم تكوني بخير البارحة!
- أنا بخير لا تقلقي.. والمدرسة ليست بعيدة ويمكنني أن أذهب مشيًا على الأقدام.. اذهبي أنت إلى عملك يا أمي..
- لكن الوقت قد تأخر وإذا مشيت ستتأخرين أكثر.. هيا بنا نذهب لناصية الشارع..

وما أن وطأتا الشارع الرئيسي المليء بالحركة حتى وقفت أمامها سيارة أجرة، وبسرعة استوتا داخل السيارة، دون أن تنطق أيًا منهما بكلمة واحدة.. سوى بعض الإرشادات التي وجهتها سلاف للسائق العجوز.. وقضيتا الوقت في الاستماع بصمت لنغمات القرآن العذبة المنبعثة من مسجلة السيارة.. وفي عالمها الخاص سرحت ميار وقد اختلط خشوع القلب وروحانية الجوارح مع سورة النساء بآياتها المليئة بالتوجيهات والأحكام حتى غابت عن الزمان والمكان.. سرت قشعريرة في بدنها النحيل عندما تلى القارئ بصوته الندي:{وَمَن يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْماً ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئاً فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً}.. وشعرت بخوف يملئ نفسها التي افتقدت الأمان منذ فترة طويلة.. أعادتها والدتها للواقع الذي كان يقول أنها أمام مدرستها.. بأن ربتت على يدها برفق.. فنزلت بتثاقل متوجهة نحو البوابة بينما تابعت سلاف طريقها نحو المستشفى..

بعد أقل من عشر دقائق وصلت لمقر عملها في وسط المدينة.. توجهت لمكتبها وجلست واضعة يدها على جبينها، مسندة رأسها على الجدار، دخلت عليها إحدى صديقاتها، وقالت لها حين رأتها على ذلك الحال:
- كيف حالك اليوم يا سلاف؟
رفعت سلاف رأسها بتثاقل وقالت ببطء:
- على حالي..
- لقد خفت أن تصيبك جلطة بعد مكالمة البارحة، فقد كنت عصبية جدًا وعبثا أحاول تهدئتك..
تنهدت سلاف وقالت لصاحبتها بوهن وهي تتوجع من شدة الصداع:
- احضري لي مسكن، رأسي ستنفجر يا ران..

نهضت ران ومن أحد الأدراج أخرجت بعض الأقراص وناولتها إياها مع بعض الماء وقالت لها:
- لا تفعلي بنفسك كل هذا يا سلاف، فالموضوع لا يستحق..
قالت سلاف بانفعال بعد أن بلعت المسكن:
- كل موقف يحدث نقول أنه تافه ولا يستحق، لكنه تراكم على بعضه حتى أصبح كالبركان الذي سينفجر في أي لحظة..
- وهل الصراخ والعصبية سيغيران في الأمر شيئا؟ كل ما سيحدث أنك ستمرضين، ماذا لو أصابك مكروه لا سمح الله؟
- ومن يهتم؟
- لأن لا أحد يهتم، أنت يجب أن تهتمي.. فأولادك بحاجة إليك.. فهم مازالوا صغار..
- ومن أجلهم أنا صابرة ومتحملة وساكتة (رفعت صوتها في عصبية) :أما هو...
مسحت ران على كفها بحنان فتنهدت وتابعت قائلة:
- أما هو فلا يستحق حتى لحظة صبر من أيام عمري..
قالت ران في محاولة يائسة منها لإيجاد عذر لحمزة:
- ربما يمر بظروف قاسية في عمله.. ولهذا هو يبدو معكر المزاج هذه الأيام!
قاطعتها سلاف قائلة بعصبية:
- لو فرضنا أنه يمر بظروف كما تقولين.. ما ذنبي أنا وأولادي حتى يعاملنا هكذا؟ تصوري أنه خرج من البيت غاضبًا لسبب أتفه من التافه..
- ألأم يرجع بعد؟
- لا, قال أنه سيغيب يومي أجازة نهاية الأسبوع فقط.. لكنه غاب ثلاثة أيام.. تصوري أنه لم يفكر أن يتصل ويطمئن علينا!
- ربما يكون في مكان اتصال فيه..
- يكفي يا ران أرجوك.. لا تخلقي له الأعذار.. طول عمره وهو هكذا.. لا يهتم بنا ولا يبالي بشأننا.. ليس هذا بالجديد عليه فهو لم يتغير ولن يتغير.. إنه كالحجر هل تعرفين كيف يكون شخص في قساوة الحجر؟ دائمًا يهينني ويصرخ في وجهي أمام الأولاد.. وكأنني جارية عنده.. وأنا أصبر وأتحمل وأعطه بدل العذر ألف عذر.. (صمتت قليلاً ثم تابعت) : لكني هذه المرة لن أسكت.. كفاني صمتًا وسلبية..
- وما الذي ستفعلينه؟
- سآخذ أولادي وأذهب بيت أهلي..
- وماذا بعد ذلك؟
ردت بلهجة تملؤها العزيمة والإصرار:
- سأطلب الطلاق..
قالت ران بلهجة دهشة مدموجة بالاستنكار:
- الطلاق يا سلاف بعد خمسة وعشرين سنة زواج!!!
- قصدك خمسة وعشرين سنة عذاب (قالت ذلك بمرارة ثم غطت وجهها بكلتا يديها وراحت تجهش بالبكاء وهي تقول) : لقد تعبت يا ران، تعبت، أتعبني صبري على هذا الرجل، لم أعد أستطيع التحمل أكثر..
بينما تابعت الصديقة المخلصة محاولاتها في تهدئة صاحبتها:
- الطلاق يا سلاف سيشتت أولادك وسيشعرهم بعدم الاستقرار وعدم الأمان..
قالت سلاف وهي تمسح دموعها:
- بالعكس هم الآن لا يشعرون بالأمان.. فحمزة يعيشنا في قلق وهم وصراخ ومشاكل، أنا لا أعرف كيف تحملته كل هذه السنين.. أما الآن فقد آن الأوان لأرتاح لقد كبر أولادي وصاروا متفهمين ويستطيعون الاعتماد على أنفسهم..
- صحيح كبروا.. لكن الانفصال صعب عليهم يا سلاف.. نفسيتهم ستتأثر لغياب والدهم
- أنت لا ترين كيف يعاملهم يا ران، إنه يقسو عليهم كثيرًا خاصة المسكينة ميار، أعصابها متعبة منذ حادثة سارة، لكنه لا يدرك أن ما يحدث لها رغمًا عنها ودائما يعاملها بخشونة ويحسبها تتصنع الضعف والمرض.. حتي دانيال الصغير يعامله وكأنه ابن الجيران وليس ابنه، (تنهدت بألم ثم تابعت) :أما ذلك الغائب المسكين فلا يسأل عنه ولا حتى يرسل له مالاً لمعيشته وكتبه ودراسته.. ويرمي الحمل كله علي وحدي..
هزت ران رأسها بأسى وهي تستشعر صعوبة الأمر على العائلة بينما تابعت سلاف كلامها قائلة بلهجة تملؤها العزيمة:
- ولذا يجب أن أبعدهم عنه قبل أن يحطمهم.. لن أسمح له أن يفسد أولادي.. (تنهدت ثم قالت) : بعدهم عنه أفضل لهم.. ولي.

كانت سلاف تتكلم بانفعال وعصبية لم تتمكن معها ران من الاعتراض أو تهدئة الأمر فالتزمت الصمت واكتفت بالدعاء لصديقتها أن يلهمها الله الصواب والتصرف الذي يريحها ويريح أولادها.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عهد الهمم
مشرفة المنتدى الإسلامي
مشرفة المنتدى الإسلامي
عهد الهمم


انثى عدد الرسائل : 2063
المزاج : عال العال ^_^
رقم العضوية : 7
السٌّمعَة : 0
نقاط : 0
تاريخ التسجيل : 25/02/2008

رسائل حب من المقبرة - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: رسائل حب من المقبرة   رسائل حب من المقبرة - صفحة 3 I_icon_minitimeالإثنين أغسطس 11, 2008 6:21 am


المشهد الثالث:

الزمان: نهاية اليوم الدراسي من نفس اليوم
المكان: مدرسة البنات

عضوات شلة تسنيم المحبة يقفن عند السلم الخارجي المؤدي لساحة المدرسة.. ميار تهمس في أذني صاحبتيها قائلة:
- لا تذهبا إلى البيت الآن، هناك موضوع يجب أن نتحدث فيه يا بنات..
- تكلمي يا ميار شغلت بالنا
- يجب أن نتحدث وحدنا.. يجب أن نذهب إلى مكاننا السري.
قالت نجلاء بوجل:
- لماذا لا نتكلم هنا؟
لم ترد ميار لكنها أشارت لهما أن يتبعاها.. وبلهجة ساخطة اعترضت تغريد قائلة:
- إلى أين سنذهب؟ أمي ستعنفني إذا تأخرت عليها
قالت ميار وهي تتابع طريقها:
- الموضوع مهم ولا يحتمل التأجيل..

تبادلت كلاً من نجلاء وتغريد نظرات الدهشة المدموجة بالقلق وتبعتاها في صمت.. وفي مكان منزوٍ جلست معهما ترقب أعينهما الحائرة.. وبعد أن أخذت نفسا عميقًا.. قالت بهدوء:
- آسفة لأني أخرتكما.. لكن الموضوع فعلاً مهم..
سألتها نجلاء:
- هل الموضوع يخص سارة؟
هزت ميار رأسها بالإيجاب فقالت تغريد:
- كلنا يا ميار تأثرنا لفراق سارة.. وليست سارة بالإنسانة التي تُنسى بسهولة..
- حزننا على سارة شيء مفروغ منه حتى يكاد يكون بلا حل.. لكن ما يشغلني حزن آخر وشخص آخر..
- ومن هو؟
- أنا أفكر في حال روزالي ليل نهار، ويؤلمني مصيرها تلك المسكينة..
قالت تغريد بسرعة بلهجة مشحونة بالدهشة:
- تسمين تلك المجرمة، مسكينة!!
وقبل أن ترد ميار على تعليق تغريد قالت نجلاء بانفعال:
- ولماذا يؤلمك حالها؟ مجرمة ونالت عقابها لماذا أنت حزينة عليها ألا يكفي أنها قتلت صديقتنا.. هل بعد ما فعلته نشفق عليها؟
- طالعتها ميار بنظرة ريبة وقالت:
- قتلت صديقتنا!! أهي التي قتلتها؟؟
- من قتلها إذاً؟ نحن!
تنهدت ميار وقالت بلهجة أسى:
- لم نقصد قتلها لكننا تسببنا في موتها على أي حال..
- لا.. يا ميار نحن لم نتسبب في موتها.. نحن نحبها ولا يمكن لنا أن نؤذيها!
- أنا معك يا نجلاء, لقد قصدنا أن نساعدها لكننا جنينا عليها.. بخطتنا الفاشلة..
- لماذا تصرين على أن سارة نفذت خطتنا؟
- ما معنى الإيميل الذي أرسلته لك في نفس اليوم الذي توفيت فيه والذي قالت فيه أنها مقدمة على تنفيذ الخطة؟
- قالت ذلك حقًا في إيميلها لي، لكن نحن ليس لنا يد في ذلك..
- ألسنا نحن الذين أشرنا عليها أن تأخذ الدواء؟
-بلى، لكني لا أعتقد أن سارة أخذت أقراص القلب تلك، إنها ليست حمقاء حتى تفعل ذلك.. ولا أعتقد أن سارة نفذت ما أشرنا عليها به..
- انكري أمام أي أحد غيري وليس أمامي يا نجلاء..
- ولماذا تسمينه إنكارًا، لا يوجد ما يدعونا للوم أنفسنا فلا يوجد دليل واحد ضدنا..
- حقًا لا يوجد دليل لكننا نعلم الحقيقة.. ونعلم ما نوته سارة وما أقدمت عليه..
- نيتها شيء يا ميار وما حدث شيء آخر..
- بل هو ذاته.. ولو أن أي أحد يعلم ما نعلم فسيفكر نفس التفكير!
- أهذا هو ما استجد به تفكيرك من تفسير؟
- منذ البداية وأنا ليس لدي تفسيرٌ لما حدث غيره..
- طالما أن هذا ما فكرت فيه منذ البداية فلماذا الآن فقط تتكلمين؟
- لقد أخبرتكما بش**** هل نسيت؟
- لا, لم أنسى لكنك سكت بعد ذلك..
قالت ميار وهي تنظر للأفق:
- لم يكن صمتنا يؤذي أحدًا.. ولا ينفع أحد، (تنهدت بقوة ثم تابعت قائلة) : أما بعد أن حُكم على روزالي بالموت.. فيجب علينا أن ننقذها من حبل المشنقة..
- لكنها مدانة يا ميار
- لا تظلميها يا نجلاء مثلهم
- إنه قرار المحكمة وتحقيقات الشرطة وليس قراري أنا..
- الشرطة لا تعرف ما نعرفه نحن، كما أنهم لم يجدوا غير تلك المسكينة ليتهموها بالقتل.. لكننا نعلم أنها بريئة وإن إدانتها ليس إلا محاكمة ظالمة وقرار جائر.. فليست روزالي مذنبة وليس هي من قتل سارة..
- من فعل ذلك إذا؟؟
- نحن!!
- مازالت تصرين على أننا نحن الجناة يا ميار؟ هذا جنون..
- طبعًا.. نحن.. إذًا من؟ تلك الخادمة المسكينة؟
- ولم لا؟ لقد كرهتها سارة في الآونة الأخيرة وانتبهت بالتأكيد لتغير معاملتها لها فقررت التخلص منها والانتقام من والدتها..
- لو أن سارة هي من قتل روزالي.. لكان الوضع قابلاً للتصديق أكثر من قتل روزالي لسارة بالنسبة لي..
- ياه.. لهذه الدرجة ترين روزالي بريئة؟
- نعم!
- إذا كانت ليست هي كما تقولين فهل لك أن تبرري سبب وجود الأقراص المذابة في كأس العصير الذي أعدته روزالي بنفسها؟
- لا تنسي أن سارة كانت لا تقدر على ابتلاع الأقراص الصلبة وتذيب حتى المسكنات في العصير لتشربها رغم مرارة طعمها.. مما يعني أن دور روزالي انحسر في تحضير العصير فقط وليس في زج الأقراص فيه..
- أنت تبرئينها وتضعينا نحن في قفص الاتهام؟ أي عقل يقبل هذا؟
- حتى بعد ما قلته لك مازلت غير مقتنعة؟
- ومن سيصدق هذه الاحتمالات الموجودة فقط في خيالك المريض؟
- أنا خيالي مريض؟ وتعتبرين الحقيقة خيالاً أيضًا؟
- أجل هو كذلك..
- تعرفين لماذا أنت لا تعترفين بالحقيقة؟ لأنك أنانية يا نجلاء.. تخافين على نفسك ولا تكترثين بأمر تلك البريئة التي ستعاقب على جرم لم ترتكبه وليس لها ذنب فيه.. ولا يهمك إلا نفسك..

انفعلت نجلاء ونهضت واقفة وقد ارتفع صوتها وهي تقول:
- وهل تظنين أني أعيش حياة كريمة هانئة وأغرق في بحر السعادة حتى أتمسك بحياتي وأعض عليها بالنواجذ؟؟؟ أنا أعيش عيشة تعيسة ماضيًا وحاضرًا ومستقبلاً تعيسة.. عيشة أتمناها أن تنتهي اليوم قبل الغد حتى أرتاح من العذاب الذي يلازمني مذ ولدت.. لكني ما كنت لأستسلم لفكرتك المجنونة وما كنت لأصدق أننا تسببنا في موت صديقة عزيزة علينا وكل الأدلة ضد تلك الخادمة..
قالت ميار بلهجة أسى مدموجة ببعض السخرية:
- إذا لم تكن أنانيتك التي تجعلك لا تعترفين بالحقيقة فهو الخوف وموت الضمير..
لهجة ميار الساخرة تسببت بمزيد من الانفعال لنجلاء التي صرخت قائلة:
- تركنا الضمير الحي لك يا صاحبة الضمير..أخبريني أيتها الشجاعة التي لا تخاف هل استطعت أن تعترفي لأهلك بما حصل؟ هل تمتلكين القوة لتعترفي بمسؤوليتك عن موت سارة أمامهم؟
كانت تساؤلات نجلاء بمثابة صفعة أسكتت ميار عن الرد.. هزت نجلاء رأسها ثم قالت:
- هل فهمت الآن ما أعني؟ هل تستطيعين أن تكوني مكان روزالي في نشرة أخبار ياسمين التي تذيعها كل يوم على مسامع بنات المدرسة بل كل العالم؟
عضت ميار شفتها بقوة أسنانها وقالت والآية القرآنية التي سمعتها في سيارة الأجرة ترن في أذنيها:
- إذا استطعنا أن نهرب من عذاب الدنيا ولوم الناس.. فكيف نهرب من عقاب الله وعتاب الله؟

هدأت أسارير نجلاء قليلا واتخذت مجلسًا بين صاحبتيها وقالت بلهجة تغلفها قلة الحيلة:
- وما الحل في نظرك؟
- علينا أن نكون أكثر شجاعة ونعترف بالجرم الذي اقترفناه..
- وكيف نعترف؟
- نذهب قسم الشرطة ونخبرهم بكل شيء
صرخت نجلاء قائلة:
- نذهب لقسم الشرطة بأنفسنا؟
- طبعًا.. كيف نخرج روزالي من السجن إذًا؟
- وماذا سيفعلون بنا؟
- قد يوجهون لنا تهمة القتل الخطأ ويطلبون منا دفع ديّة لأهل سارة
قالت تغريد وكانت المرة الأولى التي تدخل معهما بالنقاش فيها:
- وما الديّه التي سترضى بها كرامة سنبل فداء لابنتها؟

ضمت ميار يديها إلى صدرها وقالت بلهجة مشحونة بالإصرار:
- نحن يجب أن نخرج تلك المسكينة من السجن.. مهما كانت النتائج..
- وندخل نحن بدلاً عنها يا ميار؟
قالت ميار بلهجة انفعال:
- وما ذنبها هي لتدفع ثمن جريمتنا وتعذب مكاننا وتشنق فداء لنا! (صمتت قليلاً ثم تابعت) : نحن سنخبر الشرطة بما حدث وهم أكيد سيتفهمون موقفنا ويطلقون سراحنا
- ومن قال أن الشرطة سيتفهمون موقفنا ويطلقون سراحنا؟
- ماذا سيفعلون بنا إذًا؟

مسحت نجلاء رأسها بكلتا يديها وقالت وأصابعها الرفيعة تنغرس بين خصلات شعرها الناعم:
- لا لن نذهب للشرطة، إنهم مجرمون.. أنا لن أذهب إلى ذلك المكان أبدًا.. إنهم مجرمون.. قتلة (اهتز بدنها وقد طاف على بالها ذكريات تكرهها وتابعت قائلة) : صدقيني إنهم مجرمون.. مجرمون..
قالت تغريد:
- كيف نذهب للشرطة ونجلاء تخاف منهم وتخاف من مجرد الاقتراب من القسم؟
خرجت ميار من هدوءها تمامًا وقالت بلهجة أقرب للصراخ:
- أنتما لا تشعران بي.. أنا أتعذب.. أنا لا أستطيع أن أذاكر أو آكل أو أنام.. تصورا أني لا أنام حتى ساعتين متواصلتين حتى تفزعني الكوابيس وتؤرقني الأفكار.. حتى أهلي يتعذبون بسببي، أمي المسكينة لا تنام بسبب ما أعانيه من أعراض، بيتنا انقلب رأسًا على عقب.. قبل يومين تشاجر والدي معأمي بسببي وخرج وترك البيت ولم يعد حتى الآن.. وقد سمعته من فرط ضيقه يقول لأمي أن تعرضني على طبيب نفسي، إنهم لا يفهمون لماذا أنا متعبة, يعتقدون أما أني أتمارض أو أني مجنونة..
- وأنت فعلاً مجنونة..
- أنا مجنونة يا نجلاء!!
- نعم لأنك تقولين كلامًا لا يدخل العقل..
- هو لا يدخل العقل لأنه لا يخدم مصالحك.. (تابعت ميار وهي تبتعد بعد أن رمقتهما بنظرة ازدراء) : للأسف.. توقعت منكما أن تساعدانني لكنكما جبناء.. وضمائركما ميتة..

التفتت نجلاء لتغريد وقالت لها:
- أسمعت ما قالته تلك الغبية؟
رفعت تغريد صوتها بلهجة غاضبة في وجه نجلاء قائلة:
- اسمعي يا نجلاء ليس معنى اختلافي مع ميار واتفاقي معك في رأيك.. أن أسمح لك بنعتها بالغبية، أسمعت؟ ميار ليست غبية ولا مجنونة كما قلت..
- أنت تقفين معها ضدي؟
- لست ضدك ولا ضدها.. لكنها أختي وحبيبتي ولن أرضى أن يخطأ في حقها أحد.. أفهمت؟
قالت تلك الجملة ومضت مبتعدة.. وبداخلها خوف كبير من تعنيف والدتها لها على تأخرها.. تاركة نجلاء وحدها في ساحة المدرسة الفارغة..

بينما كانت ميار تراقب الموقف من بعيد.. وتستمع لكلمات صاحبتيها الغاضبة.. مضت خارجة من المدرسة إلى البيت بتثاقل.. دخلت غرفتها.. ألقت بحقيبتها على الأرض.. رفعت نظرها إلى أحدى اللوحات المعلقة على الجدار.. وقالت بألم وكأنها تخاطب أحدًا معها:
أرأيت ما حدث؟ نعتتني نجلاء بالغبية واتهمتني بالجنون لأني واجهتها بالحقيقة.. أي عالم ظالم هذا؟ (وجهت نظرها للوحة أخرى وتابعت تكمل حديثها الفائت) : شلة المحبة لم يعد فيها محبة يا حبيبتي وكأنك أنت المحبة.. وأنت الأمانة والصدق والفرح.. مُتِ.. (سالت الدموع على وجنتيها وهي تقول) : فمات الحب وكل شيء جميل في هذه الحياة.. أين رسائلك التي كنت ستنشرينها لتجعلين كل الناس يحبون بعضهم بعضًا؟ هل تقطعينها عنا بعد موتك؟ ولماذا تفعلين بنا ذلك؟ (ضربت اللوحة بقوة قبضة يدها وتابعت تساؤلاتها قائلة) : لماذا يا سارة لماذا؟

في هذه الإثناء عادت سلاف إلى البيت وبداخلها إصرار كبير على تنفيذ قرارها.. دخلت غرفتها وفي حقيبة جلدية كبيرة وضعت بعض الحاجيات والملابس، أطل دانيال برأسه قائلا:
- ستسافرين مثل أبي يا أمي؟
- لا يا حبيبي
- لماذا تضعين حاجياتك في الحقيبة إذًا؟
- سنذهب لبيت خالك لبضعة أيام..
- بيت خالي طه؟
- نعم
- ولماذا تحملين بيجامة النوم هل سننام معهم؟
- ألا تريد أن تنام مع رامي؟
- وضع يديه على خاصرته وقال معترضًا:
- رامي صغير، وهبة تتشاجر معي ولا تسمح لي باللعب بألعابها
- لا تعند معها وهي لا تتشاجر معك خذ معك ألعابك ودعها تلعب بها وستسمح لك أن تلعب بألعابها
- أحقا تقبل؟
- نعم
قال بابتهاج:
- سأحمل لعبة الورق الجديدة.. وكذلك القطار الكهربائي..
- حسنًا، اذهب لأختك وقل لها أن تأتي إلى هنا..
قفز خارجا من الغرفة وهو يصرخ بفرح:
- ميار، سننام في بيت خالي طه وسآخذ ألعابي وألعب مع هبة..
تابعته سلاف بنظرها وهو يبتعد خارجا من الغرفة وهزت رأسها وقد اعتلت شفتيها ابتسامة وهمست قائلة:
- آه من براءة الأطفال..

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عهد الهمم
مشرفة المنتدى الإسلامي
مشرفة المنتدى الإسلامي
عهد الهمم


انثى عدد الرسائل : 2063
المزاج : عال العال ^_^
رقم العضوية : 7
السٌّمعَة : 0
نقاط : 0
تاريخ التسجيل : 25/02/2008

رسائل حب من المقبرة - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: رسائل حب من المقبرة   رسائل حب من المقبرة - صفحة 3 I_icon_minitimeالإثنين أغسطس 11, 2008 6:22 am

وبعد دقائق قليلة عاد دانيال وهو يصرخ بفزع وهو يكاد لا يأخذ نفسه:
- ألحقي يا أمي
- ماذا بك؟
رد وهو يلهث:
- ميار.. تبكي..

تركت ما كان بين يديها من أغراض وتقدمته مسرعة نحو غرفة ميار.. تلفتت في أنحاء الغرفة فلم تجد أحدًا، لكنها سمعت صوت أنين قادم من جهة دورة المياه المشتركة بين غرفة ميار وغرفة دانيال..
توجهت حيث الصوت فرأت ابنتها تطل برأسها وهي تضع يدها اليسرى على بطنها ويدها الأخرى على فمها وهي تأن وتتوجع سلاف سألتها بقلق:
- ما بك يا حبيبتي؟
ردت وهي تصرخ من الألم:
- بطني يا أمي، بطني تؤلمني
- تعالي لترتاحي في الغرفة

أمسكت بيدها تقصد أخذها إلى الغرفة فأشارت لها ميار أنها لا تستطيع.. فقالت سلاف تسألها:
- ألا تستطيعين؟
- أشعر بثقل في قدمي لا أستطيع المشي يا أمي لا أستطيع..
التفتت سلاف لدانيال وقالت له:
- اسحب كرسي من غرفتك يا دنيال بسرعة
توجه الصبي إلى غرفته في عجل إلا أن ميار تهاوت على الأرض قبل أن يتمكن من إحضار الكرسي فصرخت سلاف تناديه فأطل برأسه ويداه الصغيرتان تجر أطراف الكرسي:
- اترك ما بيدك الآن، واتصل بخالة غادة واسألها إذا كان ابنها سمير موجود، أسرع
- لا أحفظ الرقم
- احضر الهاتف وأنا سأملي عليك الرقم..
أسرع دنيال نحو الهاتف إلا أنه تراجع للوراء بضع خطوات ثم وقف فصرخت في وجهه سلاف قائلة:
- ما بك لماذا أنت واقف؟
قال ببطء وهو يشير للباب:
- جاء أبي!

رفعت سلاف نظرها لحمزة الذي ألقى حقيبته في الصالون وتقدم نحوهم وهو يقول مخاطبًا سلاف التي كانت ما تزال بزي عملها الرسمي:
- ماذا بكم؟
قال دانيال:
- ميار مريضة وسنتصل بخالة غادة حتى يأخذنا ابنها سمير للمستشفى بحافلته القذرة..
اقترب حمزة من ميار وأخذ مكان سلاف التي كانت تحاول إنهاضها وقال بصيغة آمرة:
-احضري حجابها بسرعة وأنا سأحملها إلى السيارة..

وبسرعة طارت بهم السيارة في الطريق.. وصلوا للمستشفى وأدخلوا ميار قسم الإسعاف.. وبمعية بعض الممرضات بسطوها على أحد الأسرة.. وبعد فترة جاء الطبيب.. وفي يده ملف أصفر به بعض الأوراق.. قال لسلاف وهو يضع سماعته على صدر ميار:
- أخبريني ماذا حدث بالضبط..
ردت سلاف قائلة:
- إنها تعاني من ألآم في معدتها وقدماها لا تقويان على حملها.. وتقيأت عدة مرات.. (انتظرت حتى انتهى من الفحص ثم سألته) :هل تشك بشيء ما يا دكتور؟
- ربما تكون مصابة بتسمم غذائي..
- لكنها لم تأكل شيئًا منذ البارحة..
- مبدئيًا لا أستطيع أن أشخص حالتها بالضبط.. سأطلب لها بعض التحاليل فهي شاحبة كثيرًا.. أما بالنسبة لآلام البطن.. فاختصاصي الباطنية هو من سيقوم بتشخيص حالتها ثم يكتب لها العلاج المناسب..
- وهل سيأتي ليراها؟
- سنستدعيه حالاً.. (قال يحدث الممرضة التي معه) : اطلبي دكتور مجدي وأخبريه عن الحالة.. واطلبي منه الحضور إلى قسم الإسعاف..
- حاضر يا دكتور..
قالت سلاف وهي تراقب الممرضة التي رفعت سماعة الهاتف وضربت بعض الأرقام:
- أخاف أن يتأخر فتزداد حالتها سوءًا..
- لن يتأخر.. لقد كلمته الممرضة (تابع وهو يلمح أمارات القلق على ملامح وجهها الشاحب) : لا تقلقي يا سيدتي ستكون بخير إن شاء الله..

قال ذلك ثم خرج من الغرفة بعد أن كتب بعض الكلمات في الملف.. وبعد فحوصات وإجراءات كثيرة وفترة انتظار طويلة.. دخلت الممرضة .. ومعها طبيب الباطنية.. كان متوسط القامة له بشرة سمراء و شعر مشتعلاً بالشيب.. يلبس نظارة ذات إطارٍ أسود تغطي عينيه الصغيرتين.. أخذ ينظر لميار بتأمل وكأنه يكتب فيها قصيدة.. ثم نقل بصره بين حمزة وسلاف الذين كان كلاًً منهما يجلس في طرف قصي عن الآخر وسألهما:
- أنتما والداها؟
هزت سلاف رأسها ونهضت من مكانها بجانب فراش ميار في حين اقترب حمزة من الطبيب قليلاً.. وقال:
- نعم، أنا والدها وهذه والدتها..
- هلا أتيتما إلى الخارج؟
تبادلا النظرات الصامتة وتبعا الطبيب الذي ما أن استويا خارج الغرفة حتى صرخ فيهما قائلاً:
- منذ متى والبنت هكذا؟ كيف تسكتون عنها حتى تصل إلى هذه المرحلة؟ هذا إهمال وعدم إحساس بالمسؤولية..
بلعت سلاف ريقها وقد تملكها القلق وعيناها متعلقتان بشفتا الطبيب الذي تابع عتابه قائلاً:
- البنت مصابة بفقر دم وجفاف حاد وهذا لم يحدث بين يوم وليلة.. لكنكما أهملتماها.. حتى وصلت لمرحلة متأخرة..

سألته سلاف وقلبها يخفق بقوة:
- ما هي نتائج التحاليل يا دكتور؟
- نسبة الهيموجلوبين عندها 8 هل تعرفين ما معنى هذا؟
- في الحقيقة أنني تعبت وأنا أحاول إقناعها أن تأكل دون فائدة..

أحس الطبيب أن لهجته كانت حادة.. وأنه أثار خوف أكبر من اللازم في نفس الأم المتعبة.. فقام بتخفيف حدة صوته.. وبدء بسرد خطته العلاجية:
- إنها تحتاج إلى بعض السوائل والفيتامينات..
نطق حمزة أخيرًا وقال:
- سنعطيها كل ما تكتبه لها يا دكتور..
- ومن قال أني سأسلمكم إياها..
- ماذا تعني؟
- هي ستبقى في المستشفى.. يجب أن نعوض السوائل التي فقدتها ونعطيها محاليل وريدية وبلازما..
- لا تبالغ يا دكتور فهي لم تكن تعاني إلا من بعض الأرق وفقدان الشهية..
أثار تهاون حمزة غضب الطبيب ثانية وقال:
- وهل تعتقد أننا نأكل حتى نتسلى؟ إننا نأكل لأن أعضائنا تحتاج إلى يحتويه الطعام من فيتامينات ومعادن وألياف.. (سكت قليلاً ثم قال وهو يبتعد) : لا أستغرب أنها وصلت إلى هذه المرحلة ما دامت هذه هي طريقة تفكيرك..

فتح حمزة عينيه على مصراعيهما.. ونظر لسلاف وقال:
- أسمعت ماذا يقول عني؟
- معه حق.. كنت أقول لك أنها مريضة وبحاجة إلى فحوصات.. لكنك استخففت بالأمر.. حتى وصلت البنت لهذه الحالة
- وهل صدقته؟ أنه يقول ذلك حتى يحتجز البنت ويعمل لها فحوصات لا طائل لها.. ويحصل على أكبر أجر ممكن..
- يا رجل حرام عليك البنت ستضيع منا.. وأنت تتكلم عن المال؟ وتعتقد أن كل الناس تطمع فيك وفي مالك..
- أنت لا تعرفين هؤلاء الناس..
- أمازلت تهون الموضوع وتستخف بآلامنا يا حمزة؟ اسمع يا حمزة.. لقد سمعت كلامك وأهملت ابنتي.. لكني لن أسمع كلامك بعد الآن.. يكفي ما حدث..

ثم تركته متوجهة للموظف المسئول عن إجراءات التنويم.. وهنا ناداها باسمها موظف آخر.. وتوجه نحوها مرحبًا.. وبعد كلمات مختصرة عن سبب وجودها في المستشفى قال لها:
- أعطني الأوراق.. وابقي أنت مع ابنك.. وأنا سأتصرف..
- لا أريد أن أتعبك يا حسن..
- تعبك راحة يا سلاف..
تناول منها الأوراق وبعد مدة قصيرة.. عاد وبحوزته أوراق أخرى.. وقال يحدثها:
- كل شيء جاهز.. لقد أبلغت ممرضة الإسعاف.. وستأخذها الآن إلى الجناح..
- لا أعرف كيف أشكرك يا حسن..
وضع أصبعه على فمه وهو يقول لها:
- أشششش.. ليس بيننا مثل هذا الكلام.. (ثم قال وهو يوجه حديثه لإحدى الممرضات) : كل الأوراق جاهزة.. يا حنان..
- عن إذنك يا حسن.. هل لك أن تبلغهم أني سأنام معها الليلة؟
- ليس هناك داعٍ لوجودك معها يا سلاف..
- لا أستطيع أن أتركها وحدها.. قلبي لا يطاوعني.. إنها ابنتي الوحيدة وهي متعبة وتحتاجني..
- لن تستفيدي شيئا من بقاءك معها.. والطاقم التمريضي هنا ممتاز.. لن تحتاج لشيء.. صدقيني.. الأفضل أن تذهبي للبيت وترتاحي (ألقى نظرة على دانيال الذي كان يشد طرف ثوبها بكلتا يديه وتابع قائلاً) : سينزعج ابنك في حال عدم وجودك معه.. تستطيعين أن تطمأني عليها غدًا في أي وقت تشائين..

هزت سلاف رأسها دون أن تقتنع قناعة كاملة بإبقاء ابنتها وحدها بالمستشفى.. فتابع حسن قائلا:
- إنها راشدة ما شاء الله.. وتستطيع الاعتماد على نفسها، وأنا سأوصي الممرضات عليها فلا تقلقي..
تمتمت سلاف ببعض كلمات الامتنان في خجل.. في حين استمر الرجل بعرض خدماته بسخاء..
قال حمزة بعد أن مضى حسن مبتعدًا:
- كيف يعرفك ذلك الرجل؟
وجهت له نظرة توجه لمن يسأل سؤالا ليس في محله ثم قالت:
- كان يعمل معنا في مستشفى الأطفال..
- يبدو أنه لطيف جدًا.. قدم خدماته بأسلوب جذاب.. أليس كذلك؟
ردت سلاف قاصدة أن تغيظه:
- إنه صاحب واجب جزاه الله خيرا.. إنه أفضل من غيره..
- صاحب واجب وهو لم يحترم وجودي وكأني كرسي أو حائط!
رفعت نظرها إليه وطالعته بنظرة عتاب مدموجة بالاستياء وقالت بلهجة جافة:
- لم تثبت أنك غير ذلك.. وقفت بعيدًا وكأن الفتاة لا تعنيك وليست ابنتك..
- وماذا كنت تريديني أن أفعل؟
- لا تفعل شيئا.. ابق كما أنت..

ثم تركته وتوجهت نحو ميار التي أودعت كرسيًا متحركًا تجرها عليه إحدى العاملات وتتقدمها نحو المصعد الكهربائي ممرضة بزي محتشم ناصع البياض.. التفتت الممرضة قبل أن تضغط زر المصعد نحو سلاف وقالت لها:
- يمكنك أن تذهبي الآن يا أم ميار..
- ألا أستطيع أن أذهب معها؟
- ستكون بخير لا تقلقي عليها
- توصي بها.. أرجوك..
- إن شاء الله


ثم نظرت لميار وقالت وهي تضغط على يدها بقوة:
- اهتمي بنفسك يا عزيزتي..
هزت ميار رأسها في وهن وقالت بصوت لا يكاد يُسمع:
- حاضر يا أمي..
- سآتي إليك غدًا..

ضلت ضاغطة على يدها بقوة مدموجة بالحنان.. ثم اضطرت أن تتركها.. لأن العاملة جرت الكرسي إلى داخل المصعد.. حينها انقطع الاتصال الجسدي بين الأم وابنتها.. لكن قلبيهما ضلا على اتصال..

وبصمت رهيب.. عادوا إلى البيت الذي أسدلت فيه ستائر الحزن.. والوحشة.. توجه حمزة لغرفة النوم.. ليغير ملابسه فلفتت انتباهه الحقيبة التي وضعت فيها سلاف بعض أغراضها فخاطبها بدهشة قائلاً:
- كنت ستتركين البيت يا سلاف!!
سكتت ولم ترد.. وتركته يعبر عن ضجره.. ثم قالت:
- إذا حدث لابنتي أي شيء ستكون أنت السبب يا حمزة.. حينها لم أسامحك أسمعت؟ لن أسامحك..
- اذكري الله يا امرأة ولا تهولي الموضوع وتعطيه أكبر من حجمه..
أغضبتها كلماته فقالت والدماء تغلي في عروقها:
- لا أعرف كيف تحملتك كل هذه السنين..
ثم تركته وخرجت بعد أن قالت:
- سأنام في غرفة ميار.. تهنى في غرفتك وحدك..

دخلت غرفة ابنتها.. وقفت عند المرآة ونقلت بصرها بين جدران الغرفة واللوحات الجميلة التي تزينها ثم تهاوت على الفراش وقد طافت الذكريات على بالها، وضعت رأسها بين كفيها وكأنها تحاول منع زحف الصداع بين خلاياه..

راودتها فكرة كاد الشيطان أن يؤدها لكنها قاومت وسوسته وقامت فتوضأت ثم جلست على الأرض وقد غصت الكلمات في حلقها لم تستطع أن تتكلم لكن دموعها التي نزلت على خديها بسخاء هي من تكلم وهي من عبر عما بداخلها من مشاعر بكل قوة.. تراءت لها صورة ميار وهي مستوية على الفراش الأبيض في وهن وقالت وكأنها تحدثها: آه أيتها الوردة الناعمة الجميلة.. كيف أستطيع أن أكمل مشوار حياتي بدونك؟.. لكم أحبك يا ميار.. البيت من غيرك كأنه صحراء مقفرة..
نفضت رأسها لتعبر عن رفضها لتلك الفكرة السوداء التي راودتها.. ثم رفعت يداها إلى السماء وأخذت تقول برجاء:
- اشف ابنتي واحفظها من كل سوء يا رب أرجوك.. ليس لي غيرها في هذه الحياة.. لا تحرمني منها يا رب.. أرجوك.. أرجوك..

تفاجأت بكفين صغيرتين.. تلامس خديها وتمسح دموعها بحنان.. رفعت رأسها إلى دانيال الصغير وابتسمت في وجهه ابتسامة صفراء.. بادلها الابتسام وبلهجة واثقة مشحونة بالتفاؤل قال:
- لا تبكي يا أمي.. ميار بخير وستعود إلينا إن شاء الله سالمة..
فتحت ذراعيها واحتضنته بعمق.. وهي تجاهد كي لا تبكي.. لكن صوتها ارتفع رغمًا عنها بشهقة صغيرة.. ثم مسحت دموعها.. وقالت وهي تخلل أصابعها بين خصلات شعر دانيال القصير الناعم:
- أعدك يا حبيبي لن أبكي..
نظر إليها وقال:
- والآن.. دعينا ننام حتى يأتي الغد بسرعة ونذهب للمستشفى..
- حاضر يا حبيبي.. قل لي.. هل ترغب في أن تنام معي هنا في غرفة ميار؟
ابتسم وهز رأسه بالموافقة.. ونهضا معًا.. لفراش ميار!


سنعود بعدقليل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عهد الهمم
مشرفة المنتدى الإسلامي
مشرفة المنتدى الإسلامي
عهد الهمم


انثى عدد الرسائل : 2063
المزاج : عال العال ^_^
رقم العضوية : 7
السٌّمعَة : 0
نقاط : 0
تاريخ التسجيل : 25/02/2008

رسائل حب من المقبرة - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: رسائل حب من المقبرة   رسائل حب من المقبرة - صفحة 3 I_icon_minitimeالإثنين أغسطس 11, 2008 6:23 am

ترقبوا الحلقة الثانية عشر

^_^
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عهد الهمم
مشرفة المنتدى الإسلامي
مشرفة المنتدى الإسلامي
عهد الهمم


انثى عدد الرسائل : 2063
المزاج : عال العال ^_^
رقم العضوية : 7
السٌّمعَة : 0
نقاط : 0
تاريخ التسجيل : 25/02/2008

رسائل حب من المقبرة - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: رسائل حب من المقبرة   رسائل حب من المقبرة - صفحة 3 I_icon_minitimeالإثنين أغسطس 11, 2008 6:24 am

الحلقة الثانية عشرة
عدنـــــــــا

كنا قد علمنا أن ميار قامت بمناقشة موضوع روزالي مع نجلاء وتغريد وأطلعتهما على شكها في تورطهن في موت سارة ورغم كل ما قدمته من تبريرات إلا أنها لم تتمكن من إقناعهما بوجهة نظرها بل أثار ذلك غضبهما واعترضتا بشدة ورفضتا فكرة كونهن دفعن سارة للموت خوفا من المواجهة والاعتراف بالحقيقة للشرطة وبعد نقاش طويل انتهى بخلاف حاد بين البنات، أصيبت ميار بوعكة صحية أدخلت على إثرها المستشفى.


المشهد الأول:

الزمان: اليوم الموالي لمرض ميار
المكان: مستشفى صحتك بالدنيا

دخلت سلاف على ميار التي كانت ترقد على السرير الأبيض كأنها طير صغير مكسور الجناح يجلس وحيدا في قفص كبير، نظرت إليها بحب واحتضنتها بعمق ثم سألتها عن حالها فردت ميار بصوت ضعيف:
الحمد لله..
رن في تلك الإثناء هاتفها النقال فهمست قائلة لميار:
إنها ران..
ضغطت على زر أخضر في لوحة الهاتف ثم قالت:

-وعليكم السلام.. ميار؟؟(نظرت لميار وتبسمت ثم تابعت قائلة) :إنها بخير اليوم, كأنها عروس... ما أخبار الإجازة؟ وافقوا؟؟ جيد ليس بيدهم حيلة غير ذلك... حسنا سننتظرك.. جزاك الله خيرا... مع السلامة

واصلت سلاف إجبار نفسها على رسم ابتسامة لم تتمكن من إخفاء اصفرارها ثم قالت:
-إنها تسأل عنك وستأتي بعد الظهر لتراك..
هزت ميار رأسها ثم سألتها:
-هل أخذت إجازة من أجلي؟
مسحت على شعر ابنتها بحنان وقالت بهدوء:
- وهل عندي أغلى منك؟
- لم يكن هناك داع أنا بخير..
-هناك داعي لأنك ابنتي الصغيرة الحبيبة التي بحاجة إلى وجودي
-لا حرمني الله منك يا أمي..
-ولا منك يا حبيبتي
-كيف هو دانيال؟
-إنه بخير.. مشغول باله عليك هو الآخر
-يا حبيبي يا أخي..
-لم أقل له إني سآتي إليك وإلا لكان تغيب عن مدرسته وأصر على أن يأتي معي.
-خير ما فعلت يا أمي

دخل الطبيب بغتة وبصحبته ممرضة.. فوقفت سلاف وقد ساءها دخوله المفاجئ، عدلت من وضع حجابها وأخرجت حجاب ابنتها من أحد الأدراج وسارعت بلفه على رأسها، قال الطبيب الذي تجاهل حرج سلاف وابنتها:
-كيف حالك اليوم؟
قالت سلاف:
-هي أفضل الآن الحمد لله..

هز الطبيب رأسه ثم أخذ يتصفح ملف كان أمامه ركز اهتمامه على أوراق دون غيرها ووجه بعض التعليمات للممرضة التي كانت معه وهي ترد عليه وتسلمه أوراقا أخرى فأثارت همساتهما فضول سلاف وقلقها فسألته بلهجة وجلة:
-هل هناك شيء يا دكتور؟
حك وجدي رأسه وقال:
-بصراحة يا أم ميار.. حالة ابنتك تستدعي منظار معدة بصورة عاجلة
-لماذا؟
-حتى نعرف سبب القيء وألام البطن..
-ألا يوجد إجراء آخر؟
-المنظار أفضل وأدق طريقة لتشخيص أمرض الجهاز الهضمي يا سيدتي..
-وهل له مضاعفات؟
-هو مزعج قليلا لكن لا تقلقي سنعطيها تخدير موضعي ولن تشعر بشيء..
-قالت الممرضة وهي تجهز بعض الأوراق:
-هل نبدأ في عمل الإجراءات؟

ردت سلاف باستسلام:
-طالما لابد منه ليس باليد حيلة.. (التفتت لميار التي بدا عليها الانزعاج والقلق وقالت لها) : إنه ليس إلا أنبوب صغير سيدخله الطبيب إلى معدتك ليعرف سبب ألآلام بطنك يا ميار..
قالت ميار باستياء:
-لا أريد منظارًا أنا بخير (ضربت الفراش بقبضة يدها ثم قالت بلهجة سخط) : لا أصلاً أريد أن أبق هنا.. أريد أن أعود إلى البيت..

ابتسمت سلاف وهي تضرب يد ميار ضربة خفيفة:
-ليس قبل أن تتحسن نسبة دمك وتأكلي جيدًا.. وتأخذي علاجًا مناسبًا للآم معدتك..

كان بداخل ميار الكثير من السخط.. والرفض لأي إجراء يطلبه الأطباء.. لكنها لم تستطع أن تصر عن رأيها أمام والدتها التي كانت خائفة عليها وترغب في الاطمئنان عليها..

كانت عملية المنظار عصيبة بالنسبة لميار التي كانت تتألم بصمت واستسلام.. بعد العملية أخذت ميار إلى غرفة صغيرة حتى تفيق من البنج وفي لحظات اللاوعي انتابتها حالة من الخمول فاستسلمت لسبات فكري عميق أغرقها في ذكريات ليست بعيدة..

كانت في المدرسة مع نجلاء وتغريد كن يتناقشن في موضوع ما.. ثم ارتفعت أصواتهن، واختلفن بشدة شتمتها نجلاء، ابتعدت غاضبة، رنت في أذنيها كلمة قالتها في ذلك النقاش الحاد: لو أن سارة هي من قتل روزالي.. لكان الوضع قابلاً للتصديق أكثر من قتل روزالي..

رن في أذنيها صوت ساخط محاكيا تلك الجملة:
-ليتها تموت حتى نرتاح منها ومن شرها..
كلمات قالتها سارة لميار وقد شحنت روحها بالقهر الممزوج بالغضب العاجز فقالت صاحبتها:
-هل الحل هو الموت في نظرك؟
عرضت سارة كفاها الصغيران أمامها بعصبية وقالت:
-ليتني أقتلها بيدي هاتين
-أليس الأفضل من قتلها أو تمني موتها, إبعادها عن البيت دون أن تلطخي يدك بدمها؟
-وكيف أبعدها؟
-أعيديها لبلدها ولأهلها
-أعيدها لبلدها؟
-طبعا وبهذا تكونين قد أنقذت والديك و أنقذتها في الوقت نفسه!
-وكيف أفعل؟
-اطلبي من والدتك أن تنهي عقدها.. وتقطع لها تذكرة ذهاب بدون عودة
-وإذا سألتني عن السبب؟
-لن تسألك..
-تعتقدين أنها لن تسألني!
-بل أنا متأكدة أنها لن تسألك (سكتت قليلا ثم قالت بثقة) : أمك لا تسأل عن تفاصيل ما لا تود فعله.
-كأنك متأكدة من رفضها مثلما أنت متأكدة من عدم سؤالها عن التفاصيل!
-صحيح!
-لماذا أتعب نفسي وأطلب منها ذلك إذا؟
-يجب على المرء أن يأخذ بالأسباب.. كما أنك بهذه الطريقة تقطعي عليها فرصة لومك على ما سوف تفعليه مستقبلا

انقلبت ميار على جهتها الأخرى وراحت تتذكر باقي الأحداث: اتصلت عليها سارة بعد مدة وقالت لها بصوت مشحون بخيبة الأمل:
-ظنك كان في محله.. رفضت أمي ترحيل روز..
-وماذا عن ظني الآخر؟
ردت سارة بلهجة حزينة:
-في محله أيضًا.. لم تسألني عن السبب..
-وكيف كانت ردت فعلها..
- لقد ظنت أني أريد أن أرحمها من شغل البيت ولذلك غضبت مني وقالت لي أن لا أفتح هذا الموضوع ثانية ولا أدافع عن روز لأنها خادمة والخادمات خبيثات ولا يستحققن الرحمة..

عندها لم تستطع ميار التعليق وأنهت المكالمة مع سارة..
-يال القسوة.. فقط لأنها خادمة!!
قالتها وهي تلقي كأسا زجاجيا كان في يدها فصدر عن ارتطامه بالجدار فرقعة كأنها انفجار قنبلة وتناثرت جزيئاته الصغيرة في أرجاء المكان..

رنت فرقعة الكأس في أذنيها دويا مزعجا وكأنها ألقت به على الجدار لتوها.. فرفعت رأسها وهي تشعر بالانزعاج، أزاحت قبعة المستشفى الخضراء عن شعرها فتساقطت خصلاته بنعومة على وجهها الذي كان يندي بالعرق.. وكأنها لتوها خرجت من بركة سباحة..

فتحت عينيها فلمحت أسنان بيضاء صغيرة تطل من بين شفتين ورديتين صغيرتين راسمة ابتسامة بريئة عذبة على وجه أخاها دانيال الصغير، الذي جر ثوب أمه قائلا بفرح:
-لقد استيقظت ميار يا أمي..
طالعتها سلاف وقالت بفرحة مدموجة بالقلق:
-حمدا لله على سلامتك يا عزيزتي، هل أنت بخير؟
ردت وكأنها فقدت الذاكرة:
-ماذا حدث؟ أين أنا؟

سردت سلاف أحداثا لم تستوعبها جيدًا.. لكنها أدركت أنها في المستشفى الآن والألم الذي سببه المنظار لحلقها جعلها تدرك الباقي.. انقطع صوت سلاف.. وارتفع صوت دانيال يعلق على كل شيء موجود بالمكان.. قالت ميار بصوت مهدرج ضعيف:
-أمي، أنا عطشى أريد أن أشرب بعض الماء..

قدم دانيال لها كأس الماء، شربت قليلا منه ثم تلفتت حولها فلم تجد أحدًا!!

كانت سلاف قد خرجت من الغرفة لأنها لمحت الطبيب وجدي بالخارج.. ولحق بها دانيال رغم أنها طلبت منه البقاء مع أخته، قال وجدي حين سألته عن نتيجة المنظار:
-لا أخفي عليك يا أم ميار، ابنتك مصابة بالتهاب حاد في المعدة..
-ألا يصيب هذا الالتهاب مدمني الخمر؟
-بلى يا سيدتي, لكنه في حالة ابنتك قد يكون سببه صدمة عصبية!
-لقد تعرضت ابنتي لضغوطات نفسية عديدة.. خلال الشهور الماضية..
-لا بأس, سوف تتحسن مع الأدوية التي سأصفها لها إن شاء الله.. قدمي لها العسل على الريق فأنه جيد جدًا في علاج الالتهاب..
-هل معنى هذا إنها تستطيع أن تعود إلى البيت؟
-سنبقيها يومين آخرين.. حتى تتحسن نسبة دمها.. لا تنسي أن مشكلتها ليست الالتهاب فقط..

هزت سلاف رأسها متفهمة.. وشكرت وجدي على لطفه ثم قالت قبل أن تعود إلى غرفة ابنتها:
-هل أستطيع مرافقتها؟ فوجودي معها سيجعلها تتقبل العلاج أكثر..
-لا بأس يا أم ميار تستطيعين البقاء معها لو شئت..

رافقت سلاف ابنتها طوال الفترة التي قضتها في المستشفى بعد أن أودعت دانيال في رعاية جارتها غادة والتي كانت إحدى صديقاتها المقربات أيضًا..

تغيبت ميار عن مدرستها عدة أيام.. كانت تغريد ونجلاء فيها متخاصمتان لا تكلم إحداهما الأخرى.. ورغم أن غياب ميار أثار داخلهما الهواجس إلا إن الكرامة الكاذبة منعتهما من أن يتصالحا أو حتى يسألان عن صديقتها الغائبة!

كانت تلك هي المرة الأولى التي تتخاصم فيها عضوات شلة تسنيم المحبة بهذه الطريقة الحادة.. بحيث لا تعلم أيًا منهن أخبار الأخرى أو تتبادل معها أي نوع من الحوار.. ولذلك انتشرت الأخبار الهامسة بين طالبات المدرسة حول ذلك الخلاف الغامض كأحد عجائب العالم.. وحيكت حوله القصص والحكايات التي وضعت نهاية حاسمة لعلاقة الحب والمودة التي جمعت الشلة طوال سنوات عديدة ماضية..

حتى خبر مرض ميار لم تعرف به تغريد والتي كانت معها بنفس الصف إلا بعد يومين من غيابها.. لكنها تأثرت كثيرًا بالخبر وشعرت بالألم والقلق من أجل ميار..

عندما سمعت بالخبر جرت بغير هدى.. ولم تجد نفسها إلا أمام نجلاء التي تنهدت بقوة عندما وقع بصرها عليها.. وأشاحت بوجهها إلى الجهة الأخرى قاصدة أن تتخطاها.. إلا أن تغريد استوقفتها بقولها:
-هل علمت أن ميار في المستشفى؟
تراجعت نجلاء للخلف وقالت بفزع:
-ماذا بها ميار؟
-يقولون إنها مصابة بالتهاب حاد في المعدة..
-يا حبيبتي يا ميار.. منذ متى هذا الكلام؟
-منذ يوم المشاحنة التي صارت بيننا..

ألجمت نجلاء المفاجأة ولم تعلق بينما قالت تغريد هامسة:
-لقد مرضت ميار بسببنا.. (تابعت بانفعال أكبر) :دفعنا سارة للموت وها نحن نؤذي ميار..
-أرجوك لا تقولي ذلك يا تغريد
تنهدت تغريد وقالت والألم يعتصر قلبها:
-إنها الحقيقة التي لا مفر منها..
-هل تعلمين في أي مستشفى هي؟
-لا أدري..
-ما رأيك أن نكلمها؟
-الأفضل أن نزورها ونطمأن عليها بأنفسنا، وليس بالهاتف..
-معك حق.. لكن زيارتنا لها قد تتأخر!
-أنا قلبي مشغول عليها.. وقد لا تسمح لي والدتي بالخروج
-إذا نتصل!

أخرجت نجلاء هاتفها النقال وطلبت بيت ميار.. سألتها تغريد بعد أن أنهت المكالمة:
-ماذا قالوا لك؟
-ستخرج اليوم من المستشفى..
-إذًا لن نضيع الوقت نذهب لزيارتها اليوم..
-ليس اليوم.. سنتركها ترتاح اليوم ونذهب إليها غدًا
-حسنًا اتفقنا..

وفي الغد.. استطاعت تغريد بعد محاولة مضنية إقناع والدتها بضرورة زيارة نجلاء لمذاكرة درس مهم لمدة ساعة واحدة فأخذتها بسيارتها وأنزلتها بيت نجلاء ومن هناك سارت معها إلى بيت ميار، لم يكن لقاء الصديقات الثلاث حميمًا كما كان العهد به من قبل، كان باردًا وجافًا, قالت نجلاء ببرود مدموج بالقلق:
-الحمد لله على سلامتك يا ميار.. هل أنت بخير الآن؟
-الحمد لله.. لقد أتعبتما نفسيكما بالحضور للاطمئنان علي..
-ميار, سامحينا..
ردت ميار ببرود مثله:
-لا بأس.. حصل خير..
-سنفعل ما تريدين وسنذهب معك لقسم الشرطة
أكملت تغريد كلام رفيقتها قائلة:
-نعم، وسنعترف لهم بكل شيء
ردت ميار باستخفاف:
-أحقا؟
ربتت تغريد على يد ميار وقالت بلهجة حانية:
-سنفعل أي شيء من أجلك يا عزيزتي
-وهل تظنين أني سأكون سعيدة عندما تفعلا ذلك من أجلي؟
طالعتها نجلاء بدهشة وقالت:
-ماذا تريدين إذًا؟
-أريد أن ينبع ذلك من داخلكما.. فتفعلانه بقناعة وبنفس راضية وضمير يقظ ير غب في إنقاذ إنسانة بريئة من موت نحن السبب فيه..

استاءت نجلاء للهجة ميار الحادة لكن تغريد رمقتها بنظرة منعتها من التعليق والاعتراض..

لم تطل فترة الزيارة أكثر من ذلك.. فخرجت تغريد ونجلاء من بيت ميار على عجل فقد داهمهما الوقت وها قد شارفت الساعة على الانتهاء، عادتا لبيت نجلاء الذي لم يكن يبعد كثيرا عن بيت ميار قالت تغريد:
-أسرعي قليلاً يا نجلاء أخاف أن تأتي أمي قبل أن نصل إلى بيتكم
-لا أعرف لماذا جعلت بيتنا هو محطة اللقاء!
-حتى لا تعلم أمي بأني ذاهبة إلى بيت ميار..
-وإذا علمت ستمنعك؟
-أتوقع ذلك..
-ولكن لماذا؟
-أمي لا تحب ميار وتقول إنها تفسدني..
-كل هذا لأنكما مرة لم تحضرا الحصة؟
هزت تغريد رأسها بضجر.. فقالت نجلاء بمرح لتخفف توتر صديقتها:
-أفهم من هذا أن أمك تحبني!!
زفرت تغريد آهة مشحونة بالألم وقالت بنغمة مخلوطة بالهم:
-لو أمشي على هوى أمي لما كلمت أحدا ولا اختلطت بأحد..
ردت نجلاء وقد شعرت بألم صديقتها:
-هذا لأنها تخاف عليك..
-ليتها لتدعني أواجه الحياة بنفسي.. حتى أتعلم وأكسب خبرة.. لكنها تخنقني باهتمامها الزائد وخوفها الذي ليس له داع.. تصوري أنها تراقب مكالماتي وتحسب لي الوقت الذي أكلم فيه.. وتمنعني من الخروج وحدي حتى إلى البقال القريب..
-ياه إلى هذه الدرجة!!!
-أمي ليس عندها ثقة بأحد.. وفي نفس الوقت تحب أن ترى كل شيء مثاليًا.. الأكل لديها بحساب، والنوم بحساب, والخروج بحساب, لقد مللت هذه الحياة.. حتى صديقاتي تحضرهن علي.. وميار بالذات تكرهها ولا أعرف ماذا أفعل!

تنهدت نجلاء ولم تعلق حتى تتجنب زيادة سخط صديقتها تجاه والدتها وقالت لتغير دفة الحديث:
-الحمد لله أننا استطعنا أن نزور ميار واطمأننا عليها..
هزت تغريد رأسها وهي مازالت تشعر بالضجر بينما تابعت نجلاء حديثها معبرة عن أفكار كثيرة متضاربة داخلها:
-يبدو أن ميار مازالت حانقة علينا
-من حقها.. فقد خذلناها من قبل وها نحن غير متشجعين كثيرًا للاعتراف.. وإن مثلنا الشجاعة أمامها..
تنهدت نجلاء ونظرت للسماء:
-لا أتخيل أني سأذهب إلى ذلك المكان البشع.. وأسلم نفسي لأولئك المجرمين بكل طواعية..
-لا أعرف لماذا تكرهين قسم الشرطة لهذه الدرجة.. إنه دائرة حكومية، مثل أي دائرة، بها مكاتب وموظفين!
قالت نجلاء بانفعال:
-إنهم موظفون مجرمون يستغلون مراكزهم للحصول على ما يريدون حتى لو سببوا الأذى للآخرين..
لم تفهم تغريد ما تعنيه نجلاء ولم يكن لديها وقت لتطرح المزيد من الأسئلة فقد جاءت أمها لتعيدها إلى البيت.

بعد يوم واحد عادت ميار إلى المدرسة.. فلم يكن في مقدورها التغيب أكثر من ذلك فقد فاتتها الكثير من الدروس.. لم تتوانى تغريد عن تقديم دفاترها وكراساتها لميار كما ساعدتها في كتابة بعض الدروس أيضًا.. قبل الحصة الأخيرة همست ميار لتغريد قائلة:
-أشكرك على مساعدتك لي يا عزيزتي..
-تشكريني على ماذا؟ كفى تفاهة..
-تغريد..
-نعم!
-سمعت أن مدرسة العربي لم تأت اليوم.. ما رأيك أن...
-أن ماذا؟
-أن ننفذ ما اتفقنا عليه قبل أن ينتهي الدوام الرسمي؟
شعرت تغريد بالخوف والتردد لكنها تظاهرت بالشجاعة وقالت:
-فكرة جيدة.. لكن هل تقدر نجلاء أن تترك الحصة مثلنا؟
-فلنسألها.. هيا بنا..

مبادرة ميار السريعة فاجأت تغريد فلم تجد بدًا من مرافقتها إلى فصل نجلاء.. وكذلك حدث مع نجلاء.. فخرجت البنات الثلاث تتقدمهن ميار إلى قسم الشرطة.. مشين لمدة لا تقل عن ثلث ساعة قبل أن يظهر قسم الشرطة قريبًا منهن كن يمشين بخطوات متسارعة حتى يختصرن الوقت.. لكن تلك الخطوات تباطأت حين اقتربن من المكان الهدف!

كانت نجلاء أكثر ترددًا من صديقتيها.. فقد تثاقلت قدميها عن المضي قدمًا.. حتى تجمدتا مكانيهما.. وصرخت قائلة وهي ترتجف:
- أنا لن أذهب إلى هناك..
كان موقفها مفاجأة لميار التي قالت باستنكار:
- لماذا؟
- لا أستطيع أن أرى أولئك الوحوش.. أنا خائفة..
صكت ميار على أسنانها بقوة.. وقالت بحزم:
- كنت أعلم أنك جبانة.. وأن ضميرك الميت لن يصحو أبدًا..

قالت تلك الكلمات واستدارت عائدة.. بينما ضلت نجلاء تردد كلماتها الأولى وبدنها يرتعش دون أن تشعر بالحالة التي انتابتها.. فتهاوت على الأرض والعرق يتصبب منها بغزارة وهي تبكي بهستيرية.. ودموعها تنساب بسخاء.. وتغريد تطالعها بدهشة وهي لا تجد تصرفًا مناسبًا تنقذ به الموقف.. فأمسكت يدها وقالت بانفعال:
- نجلاء ماذا بك؟
لكن نجلاء بدت وكأنها لم تسمعها فاحتضنتها قاصدة أن تخفف روعتها ثم تلفتت حولها فوجدت أن ميار قد ابتعدت كثيرًا.. نظرت للسماء وقالت وهي تشعر بعجز كبير: ساعدني يا رب أرجوك..

بينما تابعت ميار طريقها الطويل.. كانت ستتوجه إلى بيتها لكنها سارت بخطى ثقيلة وبطيئة متخطية البيت بمسافة بعيدة كادت أن تنسى أنها في الشارع وتصرخ من شدة الألم.. لكنها اكتفت بأن تسير بغير هدى وهي سارحة في عالمها الأسود البشع كما تراه.. ثم عادت ذات الشارع بنفس الخطى الثقيلة المتباطئة قاصدة المنزل.. كانت سارحة لا تعي بما حولها وهي تشعر بالدوار وأذنيها تشك في وجود صوت خطوات تتبعها لم تنتبه لها حتى سمعت صوت رجالي يعيدها بإلحاح إلى الزمان والمكان وهو يهمس قائلاً:
-ردي علي أيتها الجميلة.. يا صاحبة الشامة السوداء..لماذا تتجاهليني يا حلوة؟

استفزتها كلماته الغزلية وقبضت على حقيبتها بقوة ثم استدارت لتصفعه بها وقد أثارتها جرأته الوقحة.. لكنها أمسكت نفسها وابتسمت بفرح عندما وضحت ملامحه الوسيمة في عينيها.. ودون وعي منها ألقت بنفسها بين أحضانه تعانقه وقد ألجمتها الفرحة عن الكلام ولم تجد نفسها إلا وهي تصرخ باسمه:
-يوسف!!!
-نعم يوسف يا أجمل ميار..
-يوسف كم اشتقت إليك يا عزيزي..
-وأنا اشتقت إليك أيضًا أيتها الشقية..

ضلت بين أحضانه لدقائق.. ابتل خلالها قميصه بدموع هطلت من عينيها بغزارة.. انتبه لذلك البلل فقال لها وقد ساوره القلق:
-ميار.. هل أنت بخير؟
-نعم..
-لماذا تبكين إذًا؟
ابتعدت عنه وهي تمسح دموعها وقالت وهي تجاهد كي ترسم بسمة كاذبة على شفتيها:
-إنها دموع الفرح..

ابتسم ابتسامة عريضة رغم أن قلقه لم يتبدد.. وقال:
-أنا أيضًا سعيد برؤيتك..
-هل رأتك أمي؟
-لا.. لم يتكن في البيت
-هيا بنا نذهب إلى البيت.. فكم ستفرح بلقائك..
هز رأسه موافقًا ثم حمل حقيبتها وأمسك بيدها وسار معها نحو البيت.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عهد الهمم
مشرفة المنتدى الإسلامي
مشرفة المنتدى الإسلامي
عهد الهمم


انثى عدد الرسائل : 2063
المزاج : عال العال ^_^
رقم العضوية : 7
السٌّمعَة : 0
نقاط : 0
تاريخ التسجيل : 25/02/2008

رسائل حب من المقبرة - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: رسائل حب من المقبرة   رسائل حب من المقبرة - صفحة 3 I_icon_minitimeالإثنين أغسطس 11, 2008 6:25 am

المشهد الثاني:

الزمان: اليوم التالي..
المكان: المدرسة


جلست نجلاء بهدوء وصمت ولم تحتك بأحد، كانت نفسيتها متعبة جدًا, كانت تشعر أن كل شيء يذكرها بذكريات تكرهها حتى تغريد تجنبت أن تراها.. وكأنها باتت تذكرها بشيء تكرهه هي الأخرى.. تقوقعت على نفسها في إحدى الزوايا أثناء فترة الاستراحة ولم تكلم أحدًا.. ولم تأكل أو تشرب شيئًا منذ موقف الأمس, في نهاية اليوم الدراسي سحبت قدميها بتثاقل قاصدة البيت.. تمنت أن يطول الطريق ولا تصل إلى البيت شعور بالخوف وعدم الارتياح كان يساورها.. لاح البيت أمامها فتنهدت وهي تواصل الطريق بتثاقل.. إلا أن قطع أحدهم طريقها.. رفعت عينها تستطلع من هو.. كان علاء!!

بلعت ريقها وطالعته بذهول صامت.. فهي لم تكن تتوقع أن تراه.. قال لها:
-كيف حالك نجلاء؟
أشاحت نجلاء بوجهها عنه.. ولم ترد.. فقال هو:
-أعلم أنك حزينة من أجل فراقنا.. (طالعته وقد أدهشتها جملته فتابع قائلاً) : لكن ثقي يا نجلاء.. إنني لن أتركك.. وسأضل أحاول حتى يجمع الله بيننا.. ويتحقق لنا ما نريد..
-ألم يبلغك أبي أنني رفضت الزواج منك يا علاء؟
- أعرف أن أهلك أرغموك على رفضي..
قالت وهي تهز رأسها:
-أنت لم تفهم يا علاء..

قاطعها قائلاً:
-لا تخافي يا نجلاء سيأتي يوم نجتمع فيه.. أعدك بذلك.. عديني أنك لن تكوني لرجل غيري..

لمحت سيارة والدها تقف عند باب البيت.. فقالت له وهي تبتعد:
-حسنًا اذهب الآن.. اذهب أرجوك..
ثم انسحبت بسرعة.. في حين نظر إليها علاء حتى اختفت عن ناظريه.. دخلت إلى الصالة فوجدت والدها متصلب مكانه.. ونظراته المشرئبة بالغضب تكاد تحرقها.. رفعت نظرها إلى الجهة الأخرى حيث كانت إقبال.. التي ما أن رأتها حتى قالت بخبث:
-أهذا هو الذي تتأخرين من أجل رؤيته كل يوم؟
-عمن تتكلمين؟
-حبيب القلب أم أنك ستنكرين يا عزيزتي؟
ألجمت لسانها المفاجأة.. وفاجأها أكثر قول أمجد:
-لقد رأيتك تقفين مع ذلك الشاب.. رأيتك بعيني..
توجه نحوها والدها وأمسك يدها بعنف قائلاً بلهجة صراخ:
-أتخونين ثقتي فيك يا عديمة الأخلاق..
-أبي أنا... لا أخرج مع أحد.. صدقني..
قالت إقبال وهي تتقدم نحوهما:
-لا تصدقها.. كل يوم تتأخر.. وترفض أن تخبرني عن سبب تأخيرها.. أتنكرين أنك تأخرت بالأمس؟
-تكلمي أين كنت حتى الساعة الثالثة بالأمس؟ كنت معه أليس كذلك؟
-لا أبدًا.. كنت مع صديقاتي..
- وأين كنتن؟
-كنا....

وضعت إقبال يداها على خصرها وقالت:
-طبعًا لن تستطيع أن تقول.. لأنها تكذب.. كل يوم تخرج معه وتستغفلنا ونحن نثق بها..
-أهذا هو الذي رفضت علاء من أجله أيتها الخبيثة؟
-أنا لم أرفض علاء من أجل أحد.. يا أبي والشاب الذي كنت أقف معه كان علاء..
-علاء!!
-هل ستصدقها؟ (التفتت لابنها وقالت تسأله) : هل كان من تقف معه هو علاء يا أمجد؟ أخبر أباك..

قال أمجد معترضًا:
-لم يكن علاء يا أبي..
-أرأيت أنها تستغل طيبتك يا كريم؟
التفت نحوها كريم فتابعت قائلة:
-وتقول لك أنها لا تريد أن تتزوج حتى تكمل دراستها وأنت تصدقها وتقف إلى جانبها وتعطها ما تشتهي..
نظر كريم لنجلاء بنظرة حادة ولوا يدها وقد تملكه الغضب وقال:
-تستغلين ثقتي بك أيتها البنت العاقة؟
-أبي أرجوك أتركني أوجعتني..

أفلتها كريم فوقعت على الأرض وتناثرت أغراضها في كل أنحاء الصالة.. التقطت إقبال شيئًا من بينها.. وقالت وهي تعرضه على زوجها:
-انظر دليل صدقها يا حبيبي.. هاتف محمول.. منذ متى بناتك يحملن هاتفًا محمولاً؟

صفعها كريم على وجهها بقوة وصرخ قائلاً:
-من أين لك هذا الهاتف؟ أهو الذي اشتراه لك؟ مقابل ماذا؟ تكلمي..

تدحرجت الدموع على خدي نجلاء بسخاء وهي تقول بصوت مبحوح باكٍ:
-أنا اشتريته من مصروفي.. لم يشتره لي أحد..
-ورب العزة يا نجلاء.. لو ظهر أنك تكبين علي لن أرحمك..
-هل ستصدقها ثانية يا كريم؟ إنها تكذب عليك كما كذبت علينا جميعًا من قبل.. يبدو أن ابنتك لن يهنأ لها بال إلا عندما تجلب لنا الفضيحة..
-لن أسمح لها بذلك..
ثم دفعها على الأرض مرة أخرى وقال موجهًا كلامه لزوجته:
-كوني صارمة معها, لن تخرج إلا للمدرسة..
- وهل تظنها كانت تلقاه إلا بحجة المدرسة والدروس؟ كما رأيت بعينك.. نحن نظنها في المدرسة وهي تخرج معه ويا عالم.. كم من الوقت تقابله وأين!

صرخت نجلاء:
-حرام عليك.. لا تقذفيني بسوء نيتك.. أنا بريئة من اتهاماتك..

طالعها والدها وقال بحزم:
-لن تخرجي حتى إلى المدرسة.. حتى أنظر في أمرك.. (التفتت إلى إقبال وتابع قائلاً) : وأنت, إياك أن تسمحي لها بالخروج.. اقفلي عليها باب البيت بل باب غرفتها ولن تخرج أبدًا إلا بأمري..

ابتسمت إقبال وقالت:
-لا تقلق من هذه الناحية يا عزيزي.. سأنفذ كل طلباتك..
دخل إلى غرفته وقال وهو يصفع الباب خلفه:
-هذه ليست طلبات إنها أوامر..

ردت بفرح:
-أوامرك تامة..
التفتت إلى نجلاء وطالعتها بنظرة احتقار وقالت:
-كل هذا كنت تخبئينه عنا؟ والله أنك لست بهينة يا نجلاء..
-هذا من مكائدك يا أنطوانيت الخبيثة.. أنا لم أفعل كل ما قلت أنت أولت كل شيء على هواك..

رفعت رأسها لأعلى بكبرياء وقالت بلهجة انتصار مدموجة بالتحدي:
-ألم اقل لك سأنتصر عليك؟.. حتى تعرفي كيف تتحديني مرة أخرى.. انهضي هيا.. ولملمي أغراضك ونظفي الصالة ثم اذهبي للمطبخ.. هناك أعمال كثيرة تنتظرك هناك..

خفق قلب نجلاء بقوة لخوف من أيام شديدة الصعوبة تنتظرها.. والدمعات الحارة تهطل من عينيها بغزارة.. ثم نهضت تلملم أغراضها.


المشهد الثالث:

الزمان: صباح اليوم التالي
المكان: فصل ميار وتغريد

منذ بداية اليوم وميار صامتة لم تتبادل الحديث مع أحد وبالأخص تغريد.. بل ودت لو أنها تستطيع النقل من فصلها إلى فصل آخر كي لا تراها.. وهذا ما أثار دهشة البنات.. فقد رأينهما بالأمس صديقتين حميمتين تساعد إحداهما الأخرى في كتابة ونقل الدروس.. فما الذي قلب الموازيين ثانية بينهما بهذه السرعة؟

لقد لاحظت تغريد تجاهل ميار لها لكنها جاهدت كبريائها وطلبت أن تتحدث إليها في وقت الفسحة.. فوافقت ميار على مضض بعد إلحاح شديد من تغريد وقالت لها ببرود عندما صارتا وحديهما بعيدًا عن جموع البنات:
-ماذا تريدين؟
-هل وصلت بنا الأمور لهذا الدرجة؟
-لا تنس أن ورائنا حصص..
-لم تأت نجلاء اليوم..
-أهذا ما تودين قوله؟
-ألا تودين أن تعرفي السبب؟
-وما السبب؟
-بالأمس.. التقت نجلاء بعلاء.. ورآها أخاها أمجد وهي واقفة معه.. وتوجه بهذا الخبر الثمين لوالدته.. التي قامت باللازم وأوهمت والدها أنه شاب آخر غير علاء وأنها تقابله كل يوم وتهرب من المدرسة لتلقاه.. وأنه هو الذي اشترى لها المحمول..
-ما كان عليها أن تقف معه..
-هو المخطئ لقد كلمها قريب من بيتها.. (سكتت قليلاً ثم قالت) : المشكلة كبرت كثيرًا يا ميار.. نجلاء حبسها والدها في غرفتها ورفض أن تخرج حتى للمدرسة..
-أول الغيث قطرة, قد يكون هذا جزاء تأخرنا في إنقاذ تلك المسكينة!
-أنت تشمتين بها يا ميار؟
-أنا لا أشمت بها لكن قتل إنسان ليس بالشيء الهين.. كل ما يحدث لنا هو غضب من الله علينا!
-هل تظنين أن نجلاء رفضت برضاها..
-من منعها؟ أنطوانيت أيضًا؟
-يبدو أن قلبك قسي كثيرًا علينا..
-أنا ضميري يعذبني.. ولا أستطيع أن أسكت وأتسبب في ظلم إنسان!
-يبدو أنه لا مفر من إخبارك..
-تكلمي يا تغريد.. سيرن الجرس..

تنهدت تغريد وبدأت في سرد مقدمة:
-أعلم أنك متعبة وأنك لست حمل المزيد من الهموم وأن لكنك يجب أن تعرفي حتى لا تظلمي نجلاء أكثر من ذلك!
-ماذا ستقولين لتبرري أنانيتها وجبنها؟
-شيء كبير وخطير جدًا..
-لا شيء يبرر لنا ترك المسكينة تعدم ظلمًا..
وقفت تغريد وقالت بلهجة غاضبة:
-أفهم من كلامك أنك لا تريدين أن تعرفي؟
-مشكلتكما أنكما لا تقدران حجم المصيبة المترتبة على صمتنا وإخفائنا للحقيقة..
-بل نقدر ونعرف أن إنسانة بريئة ماتت بسببنا وإنسانة بريئة أخرى قد تموت ونحن السبب أيضًا.. لكن...

سكتت تغريد ثم غطت وجهها بيديها وراحت تبكي عندها نهضت ميار من مكانها وتوجهت نحوها ووضعت رأسها على صدرها وأخذت تمسح على شعرها وتقول لها:
-ماذا بك يا عزيزتي ما الذي تخفينه عني؟ ما بها نجلاء؟
-كنت سأخبرك لكنك لا تريدين أن تسمعي..
-بل أريد، اجلسي يا تغريد.. واحكي لي ما القصة؟
قالت تغريد وهي تمسح دموعها:
-إنها ليست قصة إنها مصيبة!!
-تكلمي يا تغريد أخفتني..
-والله إني لا أعرف كيف أقولها..
فتحت زجاجة ماء كانت معها وقدمتها لتغريد وهي تقول:
-تفضلي, اشربي بعض الماء ثم تكلمي..
تناولت تغريد الزجاجة من يد ميار.. وشربت منها بعض الماء.. وغسلت بالباقي وجهها ثم قالت:
-أنت أصلاً لا تتخيلين كم نجلاء إنسانة مسكينة وكم تعذبت في حياتها..
تنهدت ميار وقالت بأسى:
-أعلم..
-لا, لا تعلمين!
تفاجأت ميار بردة فعل تغريد وقالت بلهجة مشحونة بالدهشة:
-ما الذي لا أعلمه؟
-ما حدث لنجلاء فوق احتمال أي بنت.. لكنها قوية وذات إيمان عميق.. وإرادة صلبة..
-أخبريني ماذا حدث لها؟
-عندما كانت نجلاء صغيرة.. تشاجرت مع زوجة أبيها فقررت الهرب من البيت والذهاب عند والدتها، لكن أحد رجال الشرطة رآها.. ووعدها بمساعدتها وأخذها لبيت والدتها لكنه...
سألتها ميار وقد ساورها الوجل:
-لكنه ماذا؟
تساقطت دموع تغريد رغمًا عنها وتابعت قائلة:
-أخذها إلى مكتبه و....
-وماذا يا تغريد تكلمي.. أوقعت قلبي.. هل ضربها؟
-ليته ضربها ولم يفعل ما فعل!!
-ماذا تعنين؟
قالت تغريد ببطء وقلبها ينبض بسرعة كبيرة:
-لقد اعتدى عليها يا ميار.. اعتدى عليها!

فتحت ميار عيناها على مصراعيها ووثبت من مكانها وصرخت قائلة:
-الدنيء.. السافل.. الوضيع.. الحقير.. لماذا يفعل هذا بصديقتي لماذا؟
أمسكت تغريد بيديها وهي تقول بلهجة رجاء:
-أرجوك يا ميار.. اهدئي.. حتى لا يسمعنا أحد..
لم تستجب ميار لتوسلات صديقتها وضلت تصرخ قائلة:
-إنه يستحق أن يعدم.. أن يشنق.. أن يضرب بالرصاص.. أن يقطع إربًا..
استمرت تغريد في محاولتها وهي تمسك بميار التي ازداد انفعالها:
-ميار.. اهدئي أرجوك.. نحن في المدرسة..
-مجرم.. إنه فعلاً مجرم كيف لإنسان أن يعتدي على طفلة كيف؟
-ومن قال لك إنه إنسان؟
-صدقت.. إنه وحش, وحش..

ضلت ميار تردد تلك الكلمات وقد انتابتها حالة هستيرية أفقدتها التركيز وتهاوت على الأرض تبكي.. أخذتها تغريد في أحضانها تشاركها البكاء.. نظرت ميار لعيني تغريد واحتضنت وجهها بيديها وهي تقول:
-هل سكتت عن جريمته نجلاء؟ إنه يستحق الإعدام.. إن الزاني يرجم حتى الموت فكيف بالمغتصب؟
-هل تتوقعي أنها تستطيع أن تتكلم؟
مسحت ميار جبينها وقالت بصوت ضعيف:
-يا حبيبتي يا نجلاء.. كل هذا حدث لك ونحن لا ندري؟
-هل عرفت الآن لماذا نجلاء تكره الشرطة وتخاف منهم؟ هل عرفت لماذا سبب لها ذلك المكان عقدة نفسية؟
-كنت تعرفين ولم تخبريني؟
-أنا لم أعرف إلا أمس فقط.. بعد أن ذهبت .. تعبت نجلاء وصارت ترتعش وتبكي وأصابتها حالة شديدة من الانهيار العصبي.. أخذتها إلى مطعم قريب وهناك هدأت قليلاً وحكت لي عن كل شيء!
-يا إلهي.. كم هي مسكينة نجلاء.. أخفت كل هذا في قلبها.. ولم تخبر حتى أعز صديقاتها؟
-تصوري إننا بعد كل هذه السنوات نكتشف أننا لا نعرف أن نجلاء بداخلها كل هذه الهموم والأحزان!!
-أنا غبية.. كيف لم أفهم نظرة الانكسار في عينيها؟ كيف لم أعرف سبب رفضها الزواج من علاء.. وهي تحبه حتى الموت؟
-لست وحدك الغبية, كنت صديقتها المقربة لكني مثلك لم أشعر بشيء ولم أفهم..
-الموضوع صعب أن يحكى يا تغريد, صعب..
-اسمعي يا ميار.. نحن لا يجب أن لا نترك نجلاء وحدها.. نجلاء ليس لديها أم تهتم بها وترعاها.. وليس لديها أخوات يحببنها ويخفن عليها.. حتى والدها الذي كان يدافع عنها صار ضدها الآن.. وسيصدق أي شيء يمكن أن تقوله أنطوانيت.. لقد منعوها من الذهاب للمدرسة.. والامتحانات على الأبواب.. أسابيع قليلة فقط ونمتحن.. ونجلاء قد تحرم من امتحاناتها ونحن يجب أن نتصرف..
-فعلاً.. نجلاء بحاجة إلينا.. سنكون لها الأب والأم والأخوات بل العائلة كلها..
-يا حبيبتي يا ميار كم قلبك كبير..
-أنا قلبي كبير!! أنا ظلمت نجلاء.. ولن أسامح نفسي على ذلك.. ويجب أن أساعدها وأخرجها مما سببته لها من مشاكل..
-وماذا ستفعلين؟
-لا أعرف لكني يجب أن أتصرف..

تلفتت تغريد حولها وقالت:
-أتعلمين أن وقت الفسحة قد انتهى؟
-قصدك انتهى وقت الحصة!
-يا ألهي ستوبخني أمي..
قالت ميار بأسف:
-يظهر أني لا أسبب المشاكل لنجلاء وحدها..
-لا تهتمي.. سأتكفل بموضوعها أنا..
-هيا بنا حتى لا يفوتنا المزيد من الحصص..

مسحت ميار وتغريد دموعهما وتوجهتا نحو دورة المياه لغسل وجهيهما ثم توجهتا ناحية الفصول.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عهد الهمم
مشرفة المنتدى الإسلامي
مشرفة المنتدى الإسلامي
عهد الهمم


انثى عدد الرسائل : 2063
المزاج : عال العال ^_^
رقم العضوية : 7
السٌّمعَة : 0
نقاط : 0
تاريخ التسجيل : 25/02/2008

رسائل حب من المقبرة - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: رسائل حب من المقبرة   رسائل حب من المقبرة - صفحة 3 I_icon_minitimeالإثنين أغسطس 11, 2008 6:26 am

المشهد الرابع:
الزمان: نفس الزمان
المكان: بيت ميار
دخل يوسف على والدته التي كانت في المطبخ تعد بعض الطعام وقال لها:
- أمي..
- نعم يا يوسف..
- أردت أن أحدثك في موضوع..
- ماذا تريد أن تقول يا يوسف؟
جلس على أحد كراسي المطبخ وتابع كلامه قائلاً:
- ما بها ميار يا أمي؟
- ما بها ميار؟
- إنها ليست أختي ميار التي أعرفها.. متغيرة كثيرًا..
جلست على كرسي آخر يجاوره وقالت:
- منذ أن ماتت سارة وهذا حالها..
- من سارة التي ماتت؟؟
- سارة الحاج صديقة ميار..
- سارة!! تلك البنت الصغيرة الجميلة؟
- نعم يا يوسف هي..
- إنا لله وإنا إليه راجعون..
- ألم تقرأ قصة قتلها في الجرائد؟
- وهل لدي وقت لقراءة الجرائد يا أمي؟.. هي ماتت مقتولة أيضًا؟
- أجل, لقد قتلتها الخادمة..
- لا حول ولا قوة إلا بالله
- منذ ذلك الحين وأختك متأثرة جدًا من أجلها..
- من حقها.. لقد كانت سارة صديقتها الحميمة
- لا تأكل جيدًا ولا تنام ونفسيتها متعبة جدًا.. دائمًا سرحانة وتفكر وبالها مشغول..
-ذلك سيسبب لها مشاكل صحية كثيرة..
- بل قل سبب وانتهى
- لماذا؟ ماذا حدث؟
- قبل أن تأتي بيومين كانت في المستشفى وعملت عملية منظار وقال الطبيب أنها مصابة بالتهاب حاد في المعدة أثر صدمة عصبية.. هذا غير أن نسبة الهيموجلوبين عندها كانت سبعة!
قال يوسف بعصبية:
- كل هذا يحدث لأختي وأنا لا أدري؟؟
- لم أحب أن أشغلك عن دراستك يا بني.. فأنا معها وأحاول مساعدتها..
- حتى لو, أيصح أن تدخل أختي المستشفى ويحصل لها كل هذا وأنا لا أعلم؟
- وإذا علمت ماذا ستفعل لها وأنت هناك؟
- كنت أكلمها على الأقل.. أواسيها أرفع من روحها المعنوية..
- ها قد أتيت هيا افعل شيئًا.. أنا تعبت من أختك العنيدة ومن أبيك..
- وماذا به أبي أيضًا؟
- تلك قصة أخرى!!
هنا دخلت ميار.. وتوجهت مباشرة نحو غرفتها.. نادها يوسف قائلاً:
- نحن هنا..
- السلام عليكم, كيف حالك يوسف؟ أهلاً أمي..
- وعليكم السلام, تعالي اجلسي معنا..
-أنا متعبة وأريد أن آخذ حمامًا باردًا فالجو حار في الخارج.. عن أذنكما..
ارتفع صوته يقول لها وهي تبتعد:
- حسنًا ولكن لا تنامي.. سنخرج للغداء في مطعم أكله شهيٌ جدًا..
تنهدت سلاف وقالت:
- لن توافق..
- كأنك متأكدة!!
- ابنتي وأعرفها..
قال وهو ينهض من كرسيه:
- ابنتك أنت لكنها أختي..
- حسنًا سنرى..
- سترين..
ثم اختفى عن ناظريها متوجهًا لغرفة ميار.. بينما ابتسمت سلاف ابتسامة رضا.. وقلبها يدعو ليوسف بالتوفيق.


المشهد الخامس:

الزمان: نفس الزمان
المكان: قهوة زينة الشباب
على أحدى طاولات القهوة جلس حمزة.. واضعًا يديه على خده وأمامه فنجانُا من القهوة وكأسًا من الشاي.. رفع رأسه ينظر لرجل سلم عليه ثم جلس على كرسي بجانبه, قال ببرود يرد على تحيته:
- أهلاً سعد..
- كلما أردتك آتي أليك هنا؟ ألا تغير المكان يا رجل؟
- وأين تريدني أن أذهب؟
- أي مكان.. هل أن تقضي الوقت كله هنا؟
- أحيانًا أذهب إلى البيت بعد الظهر وأحيانًا أبقى حتى المساء!!
- ولماذا كل هذا العذاب؟
- لم أخبر أحد أن فُصلتُ من عملي.. ولا حتى الأهل.. فكيف تريدني أن أبرر تواجدي طوال اليوم في البيت؟
قال سعد مازحًا:
- تقصد أنك نقلت دوامك هنا؟؟
تنهد حمزة.. بألم ثم قال:
- تستطع أن تقول ذلك..
- حمزة, ما بك؟ لم أرك يائسًا هكذا من قبل!!
- ابحث عن عمل لا تتخاذل..
- قدمت أوراقي في بعض الشركات وقالوا لي أنهم سوف يتصلون علي إذا احتاجوني..
- وكيف تعيش إذًا؟
- لدي مبلغ مدخر لا بأس به, كما أن المبلغ الذي حصلت عليه كمكافأة نهاية الخدمة من السيد مناع أيضًا لا بأس به!
- وماذا ستفعل حين ينتهي ذلك المبلغ الذي لا بأس به يا عزيزي؟
-لا شيء.. سأجلس عند باب الجامع..
- حمزة, أنا لا أمزح..
- سعد, أرجوك أنا حالتي النفسية سيئة فلا تحدثني عن موضوع سئمت التفكير فيه..
- حسنًا أنا آسف, لن أحدثك فيه ثانية (عض شفته كأنه يفكر ثم قال بعد أن احتار كيف يبدأ موضوعًا يشغله) : هل كلمت كمال؟
اعتدل حمزة في جلسته وقال بلهجة مشحونة بالدهشة:
- ولماذا أكلم ذلك الخائن؟
- لكنكما كنتما صديقين حميمين..
- لم يعد صديقًا لي..
- معقول!!
- لقد تعاون مع محمود وشلته ضدي.. ولم يراعي صداقتنا.. فكيف أضل أطلق عليه اسم صديق؟
- لو تعرف لماذا فعل ذلك, لعذرته..
- لا عذر له عندي.. لا يمكن لرجل نبيل أن يزج صاحبه في السجن من أجل حفنة من المال لأي سبب كان!
- معك حق, لقد أخطأ كمال لكنه كان مضطرا وقليل الحيلة..
- وأي اضطرار هذا الذي يبرر له ما فعل؟
- قم معي وستعرف..
- إلى أين؟ لا تقل أننا سنذهب إليه!!
- بلى..
- لن أذهب بيت ذلك الخائن..
- إنه ليس في بيته..
- أين إذًا؟
- إنه في المستشفى..
- لماذا؟ هل هو مريض؟
- ابنه عليًا هو المريض..
- ماذا به؟
هيا بنا نذهب إليه وسأحكي لك القصة في الطريق.. تردد حمزة قليلاً لكنه نهض مع سعد وعندما استويا في السيارة قال سعد:
- ابنه مريض ويحتاج عملية عاجلة.. تكلفه مبلغ كبير من المال!
-تقصد أنه فعل ما فعل لينقذ ابنه؟
-فعلاً..
- لو كان باع نفسه لكان أشرف له..
-أعلم أنك حانق عليه.. لكن المرء أحيانًا عندما تتكالب عليه المصائب يفقد القدرة على التفكير.. ويتصرف تصرفات هوجاء وغبية.. دون أن يفكر في نتائجها.. لا تنس أن الصفقة كانت ناجحة مئة بالمائة لولا أن مناع عرف بها في اللحظات الأخيرة..
- أنت تبرر تصرفه..
-أنا أب, وأفهم ما فعله كمال.. (نظر إليه وربت على يده ثم تابع) : وأنت أب أيضًا.. وأكيد ستتفهم..
-وماذا به ابنه؟
-سرطان بالدماغ..
صرخ حمزة قائلاً:
- يا إلهي, سرطان!!
- ستفهم أكثر عندما ترى كمال.. وترى حالة ابنه.. هيا انزل ها قد وصلنا!!
رفع رأسه حمزة للافتة المستشفى الكبيرة وأوجعه قلبه وهو يقرأ ما كان مكتوبًا عليها: مستشفى الشفاء العام لعلاج سرطان وأورام الأطفال.


سنعود بعدقليل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
المها
عضو نشيط
عضو نشيط
المها


انثى عدد الرسائل : 201
العمر : 32
المزاج : ممتاز
رقم العضوية : 29
السٌّمعَة : 0
نقاط : 9
تاريخ التسجيل : 07/04/2008

رسائل حب من المقبرة - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: رسائل حب من المقبرة   رسائل حب من المقبرة - صفحة 3 I_icon_minitimeالإثنين أغسطس 11, 2008 5:09 pm

والله أنها القصه عجيبه عجيبه والله أني قريت كل المشاهد نزلي الباقي أبقرى التكمله خاطري أحكيها لصديقاتي

لانها فعلا عجيبه بليزززززززززززززززززززززززززززز عهد الهمم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عهد الهمم
مشرفة المنتدى الإسلامي
مشرفة المنتدى الإسلامي
عهد الهمم


انثى عدد الرسائل : 2063
المزاج : عال العال ^_^
رقم العضوية : 7
السٌّمعَة : 0
نقاط : 0
تاريخ التسجيل : 25/02/2008

رسائل حب من المقبرة - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: رسائل حب من المقبرة   رسائل حب من المقبرة - صفحة 3 I_icon_minitimeالثلاثاء أغسطس 12, 2008 2:46 am

هلاا حياتي

نزلت جزئين مع بعض

بس

خليني اشوقكم للقصه

^_^
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
راعية فزعات
مشرفة منتدى الضحك والفرفشة
مشرفة منتدى الضحك والفرفشة
راعية فزعات


انثى عدد الرسائل : 1954
العمر : 34
المزاج : الحمدالله
رقم العضوية : 119
السٌّمعَة : 0
نقاط : 25
تاريخ التسجيل : 22/06/2008

رسائل حب من المقبرة - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: رسائل حب من المقبرة   رسائل حب من المقبرة - صفحة 3 I_icon_minitimeالجمعة سبتمبر 19, 2008 11:46 am

مااااشااااء الله قصه طويله ......يسلمو عهودتي على المجهود رسائل حب من المقبرة - صفحة 3 891871

انا لين الحين ما قريتها بس ان شاااء الله بقراها كلها وبعطيك رايي :D
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عهد الهمم
مشرفة المنتدى الإسلامي
مشرفة المنتدى الإسلامي
عهد الهمم


انثى عدد الرسائل : 2063
المزاج : عال العال ^_^
رقم العضوية : 7
السٌّمعَة : 0
نقاط : 0
تاريخ التسجيل : 25/02/2008

رسائل حب من المقبرة - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: رسائل حب من المقبرة   رسائل حب من المقبرة - صفحة 3 I_icon_minitimeالسبت سبتمبر 20, 2008 1:53 am

العفو يالغلاااا

وانتظروا الجزء الجديد

^_^
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
دانه قطر
عضو جديد
عضو جديد



انثى عدد الرسائل : 1
المزاج : go0od*
السٌّمعَة : 0
نقاط : 0
تاريخ التسجيل : 19/07/2008

رسائل حب من المقبرة - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: رسائل حب من المقبرة   رسائل حب من المقبرة - صفحة 3 I_icon_minitimeالخميس نوفمبر 20, 2008 10:30 pm

السلام عليكم انا دانه قطر رسائل حب من المقبرة - صفحة 3 301571عضوه جديده في المنتدى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عهد الهمم
مشرفة المنتدى الإسلامي
مشرفة المنتدى الإسلامي
عهد الهمم


انثى عدد الرسائل : 2063
المزاج : عال العال ^_^
رقم العضوية : 7
السٌّمعَة : 0
نقاط : 0
تاريخ التسجيل : 25/02/2008

رسائل حب من المقبرة - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: رسائل حب من المقبرة   رسائل حب من المقبرة - صفحة 3 I_icon_minitimeالجمعة نوفمبر 21, 2008 4:00 pm

وعليكم السلاااااام

يامرحبا فيج

^_^
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
رسائل حب من المقبرة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 3 من اصل 3انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3
 مواضيع مماثلة
-
» رسائل خاصة**
» رسائل الحب في الله
» صور رسائل رسول الله لملوك ودول العالم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
حبنا غير } ~ :: .+ المنتـدى الأدبي +. :: [ القصص والروآيآت }~-
انتقل الى: