كان هناك ثلاثة من الشبان يتعاونون على الإثم والمعاصي...فكتب الله الهداية لأحد هؤلاء الثلاثة فقرر أن يدعو زميليه ويعظهم لعل هدايتهم تكون على يديهوفعلا استطاع ان يؤثر عليهم والحمد لله أصبحوا شباباً صالحين..واتفقوا على ان يقوموا بدعوة الشباب الغارقين في بحر المعاصي ليكفروا عن ماضيهمومرة من المرات اتفقوا على ان يجتمعوا في المكان الفلاني قبل الفجر بساعة للذهاب الى المسجد بغية التهجد والعبادة...فتأخر واحد منهم فانتظروه..فلما جاء اليهم..كان لم يبق على آذان الفجر الا نصف ساعة..بينما هم في طريقهم الى المسجد إذ بسيارة تكاد تنفجر من صوت الغناء والموسيقى الصاخبة..فاتفقوا على ان يقوموا بدعوة ذلك الشاب لعل الله يجعل هدايته على ايديهمفأخذوا يؤشرون له بأيديهم لكي يقف..فظن ذلك الشاب انهم يريدون مسابقتهفاسرع بسيارته..لكي يسبقهمفأشاروا اليه مرةً أخرى..فظن ذلك الشاب انهم يريدون المقاتلة!!فأوقف سيارته ونزل منهافإذ بجثة ضخمة ومنكبين عريضين وقوة وضخامة في العضلات!!..وقال لهم بصوت غضب:من يريد منكم المقاتلة؟؟فقالوا: السلام عليكفقال الشاب في نفسه(الذي يريد المقاتلة لا يمكن أن يبدأ بالسلام!!)فأعاد عليهم السؤال:من منكم يريد المقاتلة؟فأعادوا: السلام عليكفقال: وعليكم السلام..ماذا تريدون؟؟فقالوا له: ألا تعلم في أي ساعةٍ أنت؟..انها ساعة النزول الإلهي نزولاً يليق به تعالى الى السماء الدنيا فيقول هل من تائب فأغفر له؟..هل من سائل فأعطيه؟؟..ياأخينا اتق الله...ألا تخاف من الله؟! ألا تخاف من عقابه؟! ألا تخاف من سوء الخاتمة؟!فقال لهم: ألا تدرون من أنا؟؟قالوا: من أنت؟قال: أنا حسان الذي لم تخلق النار إلا لهفقالوا: استغفر الله..كيف تيأس وتقنط من روح الله؟؟ ألا تعرف انه يغفر الذنوب جميعا؟...ألم يقل ربك (ان الله لايغفر ان يشرك به ويغفر مادون ذلك لمن يشاء)وأخذوا يذكرونه بالله وبواسع رحمته..وبالجنه والثواب العظيمفبكى حسان بكاءً شديداً..وقال:ولكن أنا لم أترك مصية من المعاصي الا وفعلتها..وأنا الآن سكران!!!!...فهل يقبل الله توبتي؟؟فقالوا: نعم بل ويبدلك بها حسنات..فما رأيك ان نأخذك معنا الى المسجد لنصلي الفجر؟فوافق حسان وبالفعل أخذوه معهموفي أثناء الصلاة شاء الله أن يتلوا الإمام قوله تعالى: (قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله,إن الله يغفر الذنوب جميعاً)فانفجر حسان بالبكاء..ولما انتهت الصلاة قال: لم أشعر بلذة الصلاة منذ سنينوأخذ كل من في المسجد يهنئونه بتوبتهولما خرج الأربعة من المسجد قالوا له: أين أبوك؟قال حسان: إن أبي يصلي في المسجد الفلاني.وهو عادةً يجلس في المسجد الى شروق الشمس لذكر الله وقراءة القرآنفلما ذهبوا الى ذلك المسجد وكانت الشمس قد أشرقت..أشار حسان إلى والده..وقد كان شيخاأ كبيراً ضعيفاً محتاج إلى قوة حسان وشبابهفذهبوا هؤلاء الشباب اليه وقالوا ياشيخ إن معنا ابنك حسانفقال الشيخ: حسان!!!..آآآه الله يحرق وجهك بالنار ياحسانفقالوا له: معاذ الله ياشيخ لماذا تقول هذا؟؟ إن ابنك قد تاب وأناب الى ربه.وارتمى حسان على قدم والده وأخذ يقبلها..فبكى والد حسان وضمه الى صدرهوذهب حسان إلى أمه وقبل يدها وقدمها وقال لها سامحيني ياأمي..سامحينيفبكت العجوز فرحاً بعودة حسانوفي يوم من الأيام قال حسان في نفسه(لايكفر ذنوبي إلا أن أجعل كل قطرة دم من دمي في سبيل الله)وقرر الذهاب الى الجهاد مع زملاؤه الصالحينفذهب الى والده وقال ياأبي أريد ان أذهب الى الجهادفقال أبوه: ياحسان نحن فرحنا بعودتك..وأنت تريد أن تحرمنا منك مرة أخرى؟فقال حسان: أرجوك ياأبي لاتحرمني شرف الجهاد والشهادةفوافق أبوه على ذلكوذهب الى أمه وقبل قدمها: وقال ياأماه..أريد ان اذهب الى ساحات القتالقالت ياحسان فرحنا بعودتك وانت تريد ان تذهب الى الجهاد؟قال ياأمي ان كنتم تحبونني فدعوني أجاهد في سبيل اللهفقالت أنا موافقة ولكن بشرط أن تشفع لنا يوم القيامةوبالفعل تدرب حسان على الجهاد واستعمال السلاح وأتقن في شهور معدودة أساليب القتال!ولما جاءت اللحظة الحاسمة..ونزل حسان الى ساحات القتالومعه زملاؤه الصالحينوكان حسان في كهف من الكهوف..وإذ بقذيفة من طائرات العدو تسقط على قمة الجبل وتصيبحسانفسقط حسان من أعلى الجبل...ووقع صريعا على الأرضوقد تكسرت عظامه وهو يسبح في بركه من الدماء.. فاقترب منه أصحابه..وقالوا: حسان.. ياحسانفإذ بحسان يقول: اسكتوا..فوالله إني لأسمع صوت الحور العين ينادينني من وراء الجبل...ثم لفظ الشهادتين وماتهذا حسان الذي كان يقول ان النار لم تخلق إلا له...وها هن الحور العين يرقصن فرحا وشوقا للقاء حسانسبحان الله.........................
منقوووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووول :P